هكذا الحب يا فتي ...
ذهب أحد الشباب فى سن المراهقة حيث يعيش مع والدته إلى أحد الاستشاريين النفسيين، تعود علي الكلام معه، يفضفض ويعبر عما بداخله، تلك المرة كانت الشكوي أو الاستشارة على وجه خاص فى علاقته مع أبيه المتوفَي، أخذ يحكي عن حبه لأبيه وتكريمه له،
تساءل الطبيب: لكن لماذا يبدو عليك الحيرة والقلق
الشاب: أحسست من كلام والدتي أن والدي غاضب مني .
الطبيب : لماذا تقول هذا
الشاب : اتهمتني رغم كل ما أفعله، أنه غير راض عني
الطبيب: ماذا فعلت له
الشاب: أنا يا دكتور لا أنساه فى مناسبة، دائماً اضع صورة له على غرفتي بل وداخل كشكول محاضراتي تجد صوره، احتفل بذكراه واجعلها يوم خاص لي فى حياتي، يكون عطلة من العمل، دائما ما اذكره واتغنى بسيرته،
احتفل بكل مناسباته وفى ذكراه اوزع الطعام على الفقراء، رغم كل هذا والدتي تؤكد لي أنه غاضب مني
الطبيب: الوالدة على حق
الشاب : لماذا تقول هذا
الطبيب: حكت لي الوالدة الكثير عن والدك وحكت لي اكثر عن وصاياه لك،
كان يتمنى أن تذاكر وتتخرج طبيباً ترفع من إسمه لكنك لم تتجاوز الستين فى المائه فى الثانوية العامة وبالكاد دخلت معهد سنتين،
كان يوصيك على أختك التى تركتها ولا تزورها إلا كل عام،
اوصاك على والدتك نفسها التي تتركها تعيش وحدها وتتضايق من زيارتها لبيتك لأن زوجتك علي خلاف معها،
اوصاك بترك صديق لك فى الجامعة لسوء خلقه وانت لا تفارقه حتي الأن،
الحب لا يكون باحياء الذكري أو تعليق الصور... الحب يا صديقي يكون بالطاعة والتزام وصايا من تحب، عندما تذكر أنك تحب شخص وتبّجله وتحترمه وأنت لا تسير على منهجه ولا وصاياه وكل علاقتك به مجرد احتفالات واهية لذكراه فأنت لست محب ولكنك مدعي الحب،
وكما قيل سابقاً عمن يقيمون الليالي والحفلات لمولد الرسول الكريم وهم أبعد مايكون عن سنته وهديه
( من يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقا طاعة ووفاء)
د/ محمد كامل الباز