كتب/ خالد عبدالحميد مصطفى : الطريق إلى سد النهضة على غرار الطريق إلى إيلات: إستراتيجية مصرية بين الحلول السلمية والتدخل العسكري"

الجمعة 06/09/2024
تاريخ مصر العسكري مليء بالعمليات البطولية التي تثبت قدرة الجيش المصري على تنفيذ مهام معقدة، حتى في أقسى الظروف وأكثرها تحدياً. من بين تلك العمليات التي تظل خالدة في الذاكرة الوطنية، عملية تدمير ميناء إيلات الإسرائيلي. في هذه العملية، نجح الجيش المصري في توجيه ضربات قاصمة للعدو على أعماق بعيدة في البحر الأحمر، مما برهن على قدرة القوات المسلحة المصرية على العمل في بيئات بحرية صعبة، والوصول إلى أهدافها بمهارة وحنكة.

عملية تدمير ميناء إيلات: درس في القوة والإبتكار العسكري"

في 1969:،1970، نفذت القوات البحرية المصرية عمليات ناجحة لتدمير سفن إسرائيلية في ميناء إيلات. كانت هذه العمليات تتم في إطار المواجهات العسكرية بين مصر وإسرائيل بعد نكسة 1967. وقد شكلت تلك العمليات نموذجاً لمدى قدرة الجيش المصري على التخطيط والتنفيذ بدقة عالية في مواجهة عدو متفوق تقنياً حينها. كان التفوق المصري يكمن في الإبتكار العسكري والإعتماد على القوة البشرية المدربة بمهارة عالية، وهو ما شكل درساً تاريخياً في كيفية إدارة العمليات العسكرية البحرية.

سد النهضة: أزمة تتصاعد"

مع إستمرار الأزمة بشأن سد النهضة الإثيوبي، تظل مصر ملتزمة بالسعي نحو الحلول السلمية والدبلوماسية. ولكن مع تعنت الجانب الإثيوبي وإستمرار بناء السد دون إتفاق نهائي يضمن حقوق مصر في مياه النيل، يبدو أن الخيار العسكري قد يظهر على السطح كحل أخير بعد إستنفاد كل السبل السلمية.

على غرار العمليات العسكرية التي نفذها الجيش المصري في الماضي، يمتلك الجيش اليوم القدرة الكاملة لتنفيذ عمليات مشابهة حتى في المناطق الأكثر تعقيداً، سواء في أعماق المحيطات أو التضاريس الصعبة. تشير التحليلات إلى أن الجيش المصري لديه القدرة على تنفيذ أي مهمة تُطلب منه، بما في ذلك عمليات محتملة تستهدف حماية مصالح البلاد في ملف المياه، وهو ما يمثل قضية وجودية لمصر.

التحرك العسكري: الحل الأخير"

مع تصاعد التوترات بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، تستمر مصر في التركيز على الحلول الدبلوماسية. ومع ذلك، في حالة فشل الجهود السلمية كافة، قد تجد مصر نفسها مضطرة إلى إستخدام الحل العسكري كملاذ أخير. هذا التحرك سيكون قائماً على الدفاع عن حقوق مصر المائية وحماية إستقرار البلاد.

يبقى الجيش المصري حاضراً بقوة، قادراً على تنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة عند الضرورة، كما كان الحال في عملية تدمير ميناء إيلات. الرسالة واضحة: مصر لديها القدرة والإرادة للدفاع عن مصالحها الوطنية في أي مكان، سواء على الأرض أو في البحر، وإذا إستدعى الأمر حتى في أعماق المحيطات.

ختاماً" بينما تأمل مصر في حل أزمة سد النهضة بالطرق السلمية والدبلوماسية، يبقى الجيش المصري جاهزاً وقادراً على التحرك عند الضرورة. مثلما نجح في تنفيذ عمليات تاريخية كميناء إيلات، فإن الخيارات العسكرية، على الرغم من كونها الحل الأخير، ليست مستبعدة إذا ما تطلبت الظروف حماية حقوق مصر ومصالحها الحيوية.



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل سيتخلى ترامب عن مخططه في تهجير مواطني غزة؟