كتب/ خالد عبدالحميد مصطفى : السيطرة الأمريكية والفوضى العالمية: كيف ساهمت السياسات الأمريكية في نشر الصراعات والظلم وطمس حقوق الإنسان"

الاربعاء 28/08/2024
تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دوراً مركزياً في النظام الدولي بفضل قوتها الإقتصادية والعسكرية والسياسية. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، سعت واشنطن لتوسيع نفوذها العالمي من خلال سياسات خارجية تهدف إلى تحقيق مصالحها الإستراتيجية. ولكن، غالباً ما تؤدي هذه السياسات إلى نشر الفوضى وزعزعة الإستقرار في مناطق مختلفة من العالم. 
ومن خلال أحداث الماضي والحاضر والمتوقعة نرى كيف ساهمت السياسات الأمريكية في تعميق الأزمات والصراعات، وكيف أثرت هذه التدخلات على حقوق الإنسان والمجتمعات الضعيفة.

أولاً: الشرق الأوسط"

العراق:  في عام 2003، شنت الولايات المتحدة غزواً للعراق تحت ذريعة وجود أسلحة دمار شامل، والتي لم يتم العثور عليها لاحقاً. هذا الغزو أدى إلى الإطاحة بنظام صدام حسين، ولكن خلف الفوضى والدمار. تسببت السياسات الأمريكية في تفشي النزاعات الطائفية والإرهاب، مما أسفر عن وفاة العديد من المدنيين وزيادة معاناة الشعب العراقي.

سوريا:  دعمت الولايات المتحدة بعض الجماعات المعارضة للنظام السوري، مما ساهم في تعقيد الصراع السوري. هذا التدخل ساعد في تعميق الأزمة الإنسانية وأدى إلى تدمير البنية التحتية وسقوط العديد من الضحايا.

فلسطين:  دعم أمريكا اللامتناهي لإسرائيل، بما في ذلك قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يعزز الموقف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين ويؤدي إلى تفاقم الصراع. هذا الدعم ساهم في تقويض فرص السلام واستمرار النزاع، وأكد للعالم كله أن أمريكا هي شريك إن لم تكن هي الأصل في الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزّل التي إعتبرتهم الولايات المتحدة طرف في الصراع دون ذنب. 

أفغانستان : بدأت الولايات المتحدة تدخلها في أفغانستان في عام 2001 بعد أحداث 11 سبتمبر. الهدف المعلن كان القضاء على تنظيم القاعدة ووقف التهديدات الإرهابية. ومع ذلك، إستمر الصراع لسنوات طويلة، مما أدى إلى نزوح ملايين الأفغان وصعود حركة طالبان مجدداً. التدخل الأمريكي ساهم في زعزعة إستقرار المنطقة وزيادة معاناة المدنيين.

أوكرانيا: دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا ضد روسيا أدى إلى تفاقم الأزمة الأوكرانية. المساعدات العسكرية والسياسية الأمريكية ساعدت في تعزيز موقف أوكرانيا، ولكنها أيضاً ساهمت في تصعيد النزاع مع روسيا، مما أدى إلى إستمرار القتال وتدهور الأوضاع الإنسانية.

ثانياً: الشرق الأقصى"

كوريا الشمالية: السياسات الأمريكية تجاه كوريا الشمالية، بما في ذلك فرض العقوبات والتصعيد العسكري، ساهمت في زيادة التوترات النووية. النزاع المستمر حول الأسلحة النووية يعوق جهود السلام ويزيد من معاناة الشعب الكوري الشمالي.

أمريكا اللاتينية: تدخلات الولايات المتحدة في دول مثل فنزويلا تشمل فرض العقوبات الإقتصادية ودعم المعارضة السياسية. هذه السياسات ساهمت في تفاقم الأزمات الإقتصادية والسياسية، مما أثر سلباً على حياة المواطنين وحقوقهم الأساسية.

ختاماً" من الواضح أن السياسات الأمريكية في الساحة الدولية غالباً ما تؤدي إلى تفاقم الأزمات والصراعات بدلاً من حلها. بينما تسعى الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها الإستراتيجية، فإن هذا غالباً ما يأتي على حساب إستقرار الدول الضعيفة وحقوق الإنسان. إن ما تفعله أمريكا الآن في العالم من نشر للفوضى والظلم قد ينقلب عليها يوماً ما، حيث أن قوانين التاريخ تثبت أن العدالة الإلهية تنتصر في النهاية. الله هو الأقوى وهو العادل، وسيأتي يوم يُنتقم فيه للمظلومين والضعفاء. ما تزرعه الولايات المتحدة اليوم من سياسات قمعية وظالمة قد يحصد نتائجه غداً الشعب الأمريكي، فلا يمكن للظلم أن يستمر إلى الأبد دون رد.



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل سيتخلى ترامب عن مخططه في تهجير مواطني غزة؟