كتبت ياسمين الجرواني: في ظاهره ماعز وفي باطنه ذئب

الثلاثاء 27/08/2024
فكر في ظاهره ماعز وفي باطنه ذئب يريد إثارة الفتن، ويهدف إلى تهديد المنظومة الدينية لفئة واسعة من سكان العالم، ليقيم هوة فاصلة بين قطيع بشري يصدق ما يعرض عليه بسهولة، وتستغل مواقفه ونقاط ضعفه وما يحمله من مشاعر سلبية تجاه دولة ما، وبين أصحاب العقول والفكر الذين يملكون القدرة على قراءة ما بين السطور، ويدركون الهدف والمستهدف من وراء دراما موجهة وقوى ناعمة. صراع تستغل فيه حروب الجيل الخامس لتهديد وتشويه معتقدات دينية راسخة. يجري تحميل كل ذلك على بنية فيلم  سينمائي مصدر للعالم العربي، وللعالم بأكمله، من قبل الهند، الدولة المؤثرة بانجازاتها المتنوعة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

 الفيلم يدعي الموضوعية بالرغم من المبالغه التي يتبناها حيال دولة المملكة العربية السعودية، ذلك أن نظام الكفيل موجود في دول عربية عدة، إلا أنه لم يصر إلى تصدير هذا الفيلم لواحدة منها. على سبيل مناقشة الفكرة بصورة عامة. مع إمكانية اعتبار الكفالة شأناً متعلقاً بسياسة الدول الداخليه التي تصوغ قوانينها وفقاً لما يلائم ظروفها ويناسب شعوبها. وظهر جلياً أن المملكة العربية السعودية هي المقصودة بهدف اثارة الفتن، وطرح عوامل التشكيك في الفكر الاسلامي بشكل عام، حيث أن السعودية ليست مجرد دولة عادية، بل هي حاضنة جغرافية تنطوي على أبعاد رمزية تعني الدين الاسلامي بوجود الكعبة، بيت الله، وقبر النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) على أرضها الطاهرة. وقد مرت الخدعة دون أن تلتفت الماعز، وتتنبه لما تحمله رسالة الذئاب نحو المجتمعات العربية، وما تخبئه النوايا السيئة من أهداف سياسية مشبوهة، بل أن أن القطعان التي تحولت إلى ما يشبه الأذرع الداخلية للذئاب في منطقة الشرق الأوسط ، تولت مهمة نشر هذا الفيلم، وتداوله بشكل مبالغ فيه، لتجر خلفها الكثير من أصحاب العقول الخاوية ساعية نحو الدمج العشوائي، المألوف في حالات مماثلة، بين من يعلم وينفذ ومن لايعلم فيصير متاحاً أن يستغل جهله ونقاط ضعفه. تناغم هؤلاء وتعاونوا على تحويل هذا العمل الدرامي إلى ما يشبه أيقونة العدالة، وجعله منبراً لمناقشة القضايا الانسانية. مع إهمال العديد من الأسئلة الجوهرية، وفي مقدمها أن كيف يمكن للهند أن تناقش قضية الحريات بينما هي تشكو غيابها. يتبدى ذلك الغياب واضحاً في ما يمارس على أرضها علناً من ظلم واضطهاد للإسلام والمسلمين؟ من أين لهذه الدولة أن تحظى بمشروعية انتقاد الفكر الاستعبادي  بينما هي تمثل أحد مصاره الرئيسية؟

 لقد بدا مضحكاً، وشر البلية ما يضحك، أن يعمد البعض إلى الترويج للفيلم معتمداً في ذلك على جانبه السطحي المباشر، ما يدل على محدودية التفكير المتفشية في منطقتنا. إنها  السياسة يا عزيزي، إتفقت معي على ذلك أم اختلفنا، هي سياسة ممنهجه مثارة من قبل أذرع داخلية، بتوجيه من الخارج، تهدف إلى جعل منطقة الشرق الأوسط ملاذاً لمغتصبيها من الذئاب البارعين في استغلال الماعز لتنفيذ مخططاتهم.



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل سيتخلى ترامب عن مخططه في تهجير مواطني غزة؟