يقول الإمام التاريخي الوجودي (علي بن أبي طالب ) كرّم الزمان وجهه : ( إن كان لا بدّ من العصبية، فليكن تعصّبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال )
عندما تكون هادئاً لكنّك لا ترضى أن تخضع لسير اللصوص كي لا يقضموا ما تبقّى من نوافذ أمل في نفوس المواطنين المتعبة فلا بدّ حينها من التدقيق و الكلام و تسمية الأمور بمسميّاتها حيث أنّ اللصوصية لا تتجزّأ من المهد إلى اللحد و طلب الحقيقة كطلب العلم يجب أن يكون حتّى في الصين .......
نحاول الصمت و معالجة الأمور بروّية بالغة و حكمة أكثر بلاغة فيمارس البعض علينا التنمّر الأبله بكلّ صفاقةٍ و وقاحة معتقدين أنّ المواطن و حامل مفردات القانون الحقيقي لا المزيّف هما أضعف حلقة يجب التلاعب بكرامتها ناسين توصيات هذا القانون السوري و بنوده و متناسين توجيهات رئيس الجمهورية بأنّ المواطن هو الخط الأحمر و حائط الصدّ المنيع بحفظ كرامته و بصون مواطنته تحت أيّ ظرفٍ من الظروف لا بالتنمّر عليه و جعل كرامته محطّ أهواء و رغبات اللصوص سارقي الكلام و المعنى وفق منهجية عدم اللباقة السارية من هؤلاء الذين لا بدّ من تربيتهم و تربية من يشدّ على أيديهم كي يكون عبرةً حقيقية لا بدّ من إسقاطها على كافة البقع المكانية و الزمانية في المؤسسات السورية أو البنى الاستثمارية فوق أيّ منحى أو اتجاه يحاولون من خلاله تشويه ما تبقّى من أمل في نفوس المواطنين الضعفاء المنهكين ، و المشكلة المتحوّلة إلى طامة كبرى في سورية العظيمة أنّ كلّ من يخالف القانون من هؤلاء الصبيان الغلمان و يتنمّر على الناس يحاول إبراز الأمر و كأنّه من لصاقات الأمن الداخلي أو من لصاقات مجلس الأمن الدولي و يقول لك (سأجلب لك الأمن ) محاولاً تصوير الأمن بكلّ جهل و غباء و استهتار بمفاهيم المواطنة عصا غليظة تعاكس مسار القانون بينما كلّ أفرع الأمن الداخلية و الخارجية يجب أن تجعله عبرةً حقيقية ترجعه إلى اللباقة التي هي جادة الصواب و إلى عدم سرقة جيوب الناس بالتعامل مع وثائق و أوراق و مستندات و طوابع خدمية تمسّ أول ما تمسّ المواطن العادي البسيط الذي كما يقول المثل العامي (يأكل المقلب بصمت(ياكلها بنصوتو) )
هناك ندوة في مجلس مدينة حماة يدّعي القائم عليها أو العامل فيها أنّ عقدها مع المجلس بتكلفة (عشرة ملايين في الشهر) فيبتزّ على أساس كلامه الناس و يعطي لنفسه المبرّر لأخذ ثمن أيّة نسخة مصوّرة كصورة الهويّة أو ما شابه من طلبات و وثائق و طوابع أضعافاً مضاعفة عن القيمة المسجّلة في مرجعيات الدولة فمثلاً يطلب لقاء صورة الهوية الشخصية أو لقاء أيّة نسخة من نسخ الوثائق الأخرى 2000 ليرة سورية و ما فوق
كما طلب على ورقة بيضاء عليها طوابع بقيمة 900 ليرة سورية مع ثلاث نسخ ورقية مصورة لوثائق أخرى 20 ألف ليرة سورية مدّعياً أنّ كتابة حرفين أو كلمتين على ورقة بيضاء لم يطلب منه أحد كتابتهما تحتاج بدل خبرة بكلّ قلة ضمير وطني و انعدام أخلاق مجتمعية تكافلية
، و عندما يتمّ سؤاله أين لائحة الأسعار الحقيقية يجيب بكلّ وقاحة متنمّراً و مسيئاً للوطن و المجتمع أنّ هذه اللائحة مسجّلة على مؤخّرته أو كما قال (ط..... زه)، أليست هذه الألفاظ أبشع درجات الاستخفاف بالدولة و القانون قبل المواطن؟!.......
الانهيار و الانحدار المعيشي نتيجة ظروف دولية منخرطة في انعدام الأخلاق لا يبرّر أبداً هدم القيم الأخلاقية لدينا مهما تكالبت علينا الظروف و لا بدّ من جعل بنية الحقيقة المعتدلة تسود فوق تجاوزات الأيادي الصفيقة
و من يسيء إلى المواطن في حرم أية مؤسسة أو حتّى في الشارع يجب جعله عبرة لمن يعتبر ، و لا يمكن تبرير الخطأ بحقّ المواطن في حرم مؤسسة رسمية حتّى و لو كان ذاك المخطئ الخطّاء غير التوّاب بصيغة عقد استثماري أو استشعاري فلا بدّ من تشغيل قرون استشعار ضبطه و لجمه عند الخطأ و إهانة المواطن و نعته بصفات تعبّر عن هذا الصفيق و عن قذارته و عن جهله و عن وقاحته و عن حقيقته البشعة !.......
المواطن معني بمسائل الفساد خاصة عندما يكون على احتكاك مباشر بأمور تمسّه ، و أنا أطالب كمواطن أن تتحوّل هكذا ندوات من عقود مع الدولة إلى تبعية مباشرة للدولة و للجهة المؤسساتية التي تقع هذه الندوة أو غيرها ضمن حرمها المعني أولاً و أخيراً بتنفيذ ما يحتاجه المواطن و برعايته و بحماية حقوقه من أيّ مساس مشبوه، فالمواطن هو مركز الوطن و ليس ذيل توازن بعض الأغبياء الذين يريدون تشويه و إسقاط فينيقه العظيم سواء بعلم أو من دون علم حيث أن الحرم هو مركز حماية حرمات المواطن المتوافقة مع حرمات الوطن و المتطابقة معها ! .......
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية وجد عبّاس بن فرناس ذيلاً حائراً على وجهٍ بائس فاختار رفع أهبة استعداد الوجوه كي تدرك بؤسها و على هذا تناطحت الرؤوس كي لا تضيع الوجوه فهل يكتمل الرأس بالذيل أم الذيل بالرأس لنكمل سلسلة فينيق عباس بن فرناس على مجازات القول و الفعل و التماس ؟!!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الخميس 2024/08/22
الساعة 10.30 صباحاً