كتب/ خالد عبدالحميد مصطفى: التحالفات غير المتوقعة: نظرة على العلاقات بين الشيعة واليهود في مواجهة السنة

الثلاثاء 20/08/2024
كتب: خالد عبدالحميد مصطفى 

في سياق الشرق الأوسط المُعقد والمشحون بالصراعات الطائفية والسياسية، برزت تحالفات غير متوقعة بين بعض الأطراف التي كانت تُعتبر لوقت طويل أعداءً تاريخيين. من بين هذه التحالفات تلك التي تجمع بين بعض الأطراف الشيعية واليهودية في مواجهة الأطراف السنية، وهو موضوع يثير الكثير من التساؤلات والتحليلات حول طبيعة هذه العلاقات ودوافعها الحقيقية. فكان لابد من تسليط الضوء على العداء الكبير بين السنّة والشيعة، والصراعات المستمرة بينهما، خاصة في فلسطين، والعلاقة بين الشيعة واليهود، ودور إيران في هذا السياق.

العٓدٓاء التاريخي بين السنة والشيعة"

العداء بين السنة والشيعة يعود إلى القرون الأولى للإسلام، حيث إندلعت الخلافات حول خلافة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تطورت هذه الخلافات لتتحول إلى صراع طويل الأمد، تجسد في معارك دامية وسيطرة سياسية متبادلة. ومع مرور الزمن، تعمقت هذه الفجوة لتصبح طائفية ودينية وثقافية، تؤججها عوامل جغرافية وسياسية، ومنها الصراعات بين السنة والشيعة في فلسطين.
فلسطين، التي تعتبر رمزاً للنضال العربي والإسلامي ضد الإحتلال الإسرائيلي، أصبحت أيضاً مسرحاً  لصراعات طائفية بين السنة والشيعة. حماس، الفصيل الفلسطيني السني البارز، دخلت في مواجهات سياسية وعسكرية مع الفصائل الشيعية المدعومة من إيران، مثل حزب الله. في الوقت الذي تدعي فيه إيران دعمها للمقاومة الفلسطينية، يرى البعض أن هذا الدعم مشروط بأجندات سياسية تخدم المصالح الإيرانية، وتصب في إطار مشروعها الإقليمي الواسع للهيمنة.

علاقة الشيعة باليهود"

على الرغم من العداء الظاهر بين إيران وإسرائيل، إلا أن هناك نظريات وتحليلات تشير إلى وجود مصالح مشتركة بين الطرفين في مواجهة النفوذ السُني. تشير بعض هذه التحليلات إلى أن إيران تستغل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لتعزيز مكانتها الإقليمية، وأنها قد تكون مستعدة للتعاون مع إسرائيل بشكل غير مباشر لتحقيق أهدافها الإستراتيجية. هذا التعاون قد يشمل تبادل معلومات إستخباراتية، أو حتى تفاهمات ضمنية حول مناطق النفوذ.

إيران والفلسطينيون: دعم حقيقي أم تنفيذ أجندات؟

يبقى السؤال الكبير: هل إيران حقًا تقف بجانب الفلسطينيين أم أنها تنفذ أجندات غربية تُملَى عليها؟ لا يمكن إنكار الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه إيران لبعض الفصائل الفلسطينية، ولكن هذا الدعم يأتي دائماً بشروط ويخدم الأهداف الإيرانية أولاً. تتهم إيران بأنها تستغل القضية الفلسطينية كورقة ضغط ضد الغرب وإسرائيل، وأنها على إستعداد للتخلي عن هذا الدعم إذا ما حققت مصالحها الإستراتيجية الأكبر.

ختاماً"  تُظهر التحالفات غير المتوقعة بين بعض الأطراف الشيعية واليهودية في مواجهة الأطراف السنية تعقيدات السياسة في الشرق الأوسط. إن العداء التاريخي بين السنة والشيعة والصراعات المتجددة بينهما، خاصة في فلسطين، تشكل بيئة خصبة للتحالفات الغير متوقعة، حيث تتشابك المصالح وتلتقي الأهداف حتى بين أعداء الأمس. من الصعب الجزم بدوافع إيران الحقيقية في دعمها للفلسطينيين، ولكن من الواضح أن هذا الدعم لا يخلو من أجندات سياسية تخدم أهدافاً أكبر من مجرد مساندة الشعب الفلسطيني.



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل سيتخلى ترامب عن مخططه في تهجير مواطني غزة؟