كتب/ خالد عبدالحميد مصطفى.. إنسانية تحت الحصار: نحو إنتفاضة ضمير ضد قوانين الغابة

الجمعة 16/08/2024
في عالم اليوم، يبدو أن الإنسانية تتلاشى تحت وطأة الصراعات المسلحة والطموحات السياسية التي لا تعترف إلا بقوانين القوة والغلبة. من غزة إلى السودان، ومن سوريا إلى اليمن، تشهد شعوب بأكملها مآسي يومية تفرضها قوى عظمى تسعى لتحقيق أجنداتها على حساب حقوق الإنسان وكرامته. وفي ظل هذا الواقع المؤلم، يبرز تساؤل محوري: هل باتت الإنسانية أسيرة لهذه القوانين الوحشية؟ أم أن هناك أمل في إنتفاضة ضمير عالمي يعيد الإعتبار لقيم العدل والسلام؟

الأحداث المأساوية التي نشهدها اليوم في غزة والسودان ليست مجرد نزاعات مسلحة عابرة، بل هي تعبير صارخ عن أزمة إنسانية تتفاقم بسبب سيطرة قوى كبرى لا تتردد في إستخدام السلاح لإخضاع الشعوب وتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

غزة:  جرح لا يلتئم، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف أشبه بالسجن المفتوح، تواصل إسرائيل فرض حصارها الخانق على الشعب الفلسطيني، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مستمر. القصف المستمر، والإنتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان، والتجاهل الصارخ للقوانين الدولية، كلها تمثل جوانب من مأساة إنسانية تعيشها غزة منذ عقود. هذا الوضع المأساوي يعكس صورة قاتمة لعالم يتحكم فيه منطق القوة على حساب حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بكرامة.

السودان: بلد ممزق بالصراع،
السودان آيضاً يعاني من نزاعات مسلحة تغذيها أطماع داخلية وخارجية. الحرب الأهلية المستمرة والإنقلابات العسكرية المتعاقبة، إلى جانب التدخلات الخارجية، جعلت من السودان ساحة لصراع لا ينتهي. الفقر، والنزوح الجماعي، والإنتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان، كلها مظاهر تعكس مدى الإنهيار الذي أصاب البلاد، بينما تظل مصالح القوى الكبرى هي المحرك الأساسي لهذا الدمار.

نزاعات أخرى بسبب الأطماع الغربية إلى جانب غزة والسودان، توجد العديد من البلدان التي تعاني من صراعات مشابهة بسبب التدخلات الغربية. 

في سوريا، تدخلات القوى الإقليمية والعالمية حوّلت البلاد إلى ساحة حرب لا نهاية لها. في اليمن، الحرب المستمرة منذ سنوات أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث. ليبيا آيضاً أصبحت مسرحاً لتصارع النفوذ بين الدول الكبرى على حساب إستقرارها وسلامة مواطنيها.

هذه النزاعات جميعها ليست إلا نتائج لأطماع دولية تسعى إلى فرض سيطرتها بالقوة على موارد تلك الدول وشعوبها. السلاح أصبح الوسيلة الأولى لتحقيق هذه الطموحات، بينما تُترك الشعوب لتحمل أعباء هذا الدمار.

ختاماً" في ضوء هذه المأساة الإنسانية الممتدة، يصبح من الضروري أن يتحرك الضمير العالمي لمواجهة هذه القوانين الوحشية التي تحكم العالم. لا يمكن للإنسانية أن تقبل بأن تكون أسيرة لقوانين الغابة التي تحكمها القوة وتسيطر عليها الأطماع. إن إنتفاضة الضمير ضد هذا الواقع هي السبيل الوحيد لإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام والعدالة. لقد حان الوقت لتحرك عالمي حقيقي يعيد للإنسانية مكانتها ويضع حداً لهذه المآسي التي تواصل حصد الأرواح وتشريد الملايين.



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل سيتخلى ترامب عن مخططه في تهجير مواطني غزة؟