من أهم ركائز النجاح فى أي مؤسسة العدل، نعم العدل وربما يكون المقصد العدل المطلق وليس النسبي، حينما يشعر الموظف بتفرقة فى المعاملة بينه وبين زميله بالتأكيد سيقل إنتاجية وتخور عزيمته، عندما يجد العامل أن الثواب والعقاب لا يُطبق بنفس المعايير على كل أفراد العمل بالتأكيد لن تأخذ منه أى عائد أو مردود، عند شعور أي فرد في العمل بنظرية الكيل بمكيالين سيختل ميزان العمل وتتلف البضاعة بأكملها؛
فى عالم الرياضة ينطبق هذا الكلام جيداً، تطبيق المساواة بين الجميع و إقامة العدل بين الفرق عامل عامل أساسي لنجاح أى نظام رياضي ...
السؤال، هل العدل موجود فعلاً داخل النظام الكروي في بلدنا الحبيب؟؟
استحوذ الأهلى المصري تقريبا على ثمانين فى المائة من إجمالي بطولات الكورة فى مصر ولا أعلم هل تلك النسبة جاءت صنيعة الحظ، أم أن ورائها تخطيط جيد وإدارة قوية من الفريق الأحمر، وهل وجود إدارة قوية وتخطيط جيد عوامل كافية لإكتساح معظم البطولات المحلية؟؟
عند المقارنة بين الأهلى والمنافسين له خاصةً الزمالك، لم نجد فروقات كبيرة بين الفريقين؛
- مثلاً من منطلق الجماهيرية فتتساوي كفة الأحمر مع أقرب منافسيه الزمالك، لا تجد إلا فروقات ضئيلة فى الجماهيرية سواء فى المدرجات أو السوشيال ميديا والمنصات،
-فى كفاءة اللاعبين على مر العصور لم نجد أيضاً أي اختلافات تُذكر، لو حاولت تكوين منتخب لأفضل من مثّل المنتخب على مر التاريخ ستجد المراكز مناصفة بين لاعبي الفريقين وبعض لاعبي الفرق الأخرى،
-لو قارنت فى مستوي المحترفين فى الدوريات الكبرى والذين تركوا بصمة كبيرة فى تاريخ الاحتراف لن تجد تقريباً لاعب من الأهلى حيث أن الأشهر بدون كلام هو صلاح الذي جاء من المقاولون يليه ميدو لاعب الزمالك، فهؤلاء هم أشهر المحترفين فى الدورى الانجليزى الأقوي على مستوي العالم،
- لو نظرنا إلي قطاع الناشئين، هنا لن تجد الأهلي على الساحة أصلا حيث فى خلال الثلاثة عقود الأخيرة لم يخرج ويستمر من قطاعه إلا حسام غالي وعماد متعب!!
إذن ما الفارق الذي يحدث ويجعل الأهلي يتفوق بكل هذا الكم ؟
الدعم!!
نعم الدعم الإعلامي والمادي والحكومي الذى يتلقاه الأهلي فهو دعم لن تجد مثيله فى أي نادي، دعم يتمثل فى تغيير قرارات، تغيير إدارات، تعيين مذيعين ومذيعات، بل إن شئت قُل نتائج وجداول مباريات،
هل هذا مفيد للكرة المصرية؟
فى سابقة غريبة وعجيبة اعترض الأهلي ( الاقوي) منذ أيام على استدعاء لاعبين له من قبل المنتخب الأوليمبى، رفض النادي المدعوم من الجميع أن يرسل لاعبيه بحجة المشاركة فى مباريات الدوري،
رفض المارد الكبير دعم منتخب بلاده وهو في أشد الحاجة لكل لاعب فى باريس،
تري هل الدوري المصري الذي يأخذه النادي الاقوي كل عام قبل انتهاء المسابقة بشهور يُقارن بميدالية لكورة القدم فى دورة اؤليمبية ؟؟
لماذا يصمت الإعلاميين والرياضيين عما حدث من النادي الأكبر والمنتخب كان فى أمس الحاجة لهؤلاء اللاعبين فى مباراة فرنسا لنلعب على الميدالية الذهبية لأول مرة فى تاريخ اللعبة؟
لن يتذكر التاريخ للاعبي الأهلي المئة دورى والخمسين بطولة إفريقية لكن سيتذكر التاريخ فقط من ساهم مع منتخب بلاده للصعود لكأس العالم أو فاز بميدالية اؤليمبية أو كأس أممية،
-نتذكر حسنى عبد ربه الذي فاز ببطولتين أمم إفريقيا مع المنتخب ولعب كأس قارات فى حين لم يحصل على أي بطولة محلية (لأن فريقه الإسماعيلي بالطبع لا يُعامل مثل الأهلي ) ولن نتذكر حسام عاشور الذي فاز ببطولات محلية وقارية مع الأهلي أكثر من بطولات أندية بأكملها ذلك لأنه لم يصل لمنصة التتويج مع منتخبنا القومي في أي مناسبة؛
حقيقي أن ما حدث كان مؤسف للغاية، جنت المنظومة الرياضية ثمار تفضيل فريق وتميزه عن باقي الفرق، دفع الثمن المصريين كلهم الذين حُرموا من ميدالية ذهبية كانت قريبة بسبب خوف فريق عنده ترسانه من الاعبين أن يفقد نقطة أو لاعب فى مركز عنده بدلاً منه إثنين وثلاثه، استطاع الأهلي فرض كلمته على المنظومة الرياضية والإعلامية والتمس الجميع له الأعذار فتحقيق رقم قياسي فى دورى باهت ليس له أهمية يبدو أفضل بكثير من ميدالية اؤليمبية تضاف لمصرنا الحبيبة،
بعد أيام نبارك للأهلي الفوز بالبطولة الأهم وهي الدورى المصري،
سوف يتم تكريمه على هذا المقام الرفيع وصدقت المقولة ( الأهلي فوق الجميع)
د/ محمد كامل الباز