السوشيال ميديا عالم جديد له مفرداته وكلماته، أحكامه وقوانينه، عالم افتراضي تجد فيه يومياً الالاف المحللين السياسيين ومثلهم من الرياضيين وضعفهم استراتيجيين وترباويين، هذا يفتي بكذا وذاك يحلل بكذا وتلك تنصح بكذا وكذا، لم يتعد الأمر هذا بل تجد منهم من يجلس تحت سقف بيته فى غرفة مكييفة ومعه العصير الفريش وهو ينظر ويؤصل بل وينتقد ويقدح فى غيره، تارة يعيب فى شعب بأكمله وتارة أخري يتهكم على أناس بأعينهم، يعط صك الوطنية للبعض ويسحبه من البعض الأخر، هذا بطل وذاك خائن وعميل!!
لم تسلم منهم حتي الحركات المناضلة والممانعة للعدو الرئيسي للأمة،
أصبحنا نجد من يسب المقاومة فى غزة، ويتهم رجالها بالعمالة،
يستيقظ الكثير منهم من نومه وهو أمام شاشة تلفونه ومعه كوب النسكافيه كي يظبط مزاجه ثم يغرد على مواقع التواصل بأن هؤلاء باعوا القضية وهم عملاء للعدو!!
تجد ذكورا تقريباً قضوا معظم الصيف بين الساحل والعالميين يستمتعون بالبحر نهاراً وبالحفلات الراقصة ليلاً ثم يكتب كل منهم على السوشيال ميديا ينتقد قادة المقاومة وجنودها، ينّظر على من عاش جُلّ حياته من أجل قضية يؤمن بها بينما كانت أكبر المشاكل التي تواجهه تغيير لون شعره،
ما يؤلمنى أكثر أن كثير من العوام انساقوا حول تلك التورهات وسمعوا تلك الخرافات؛
منذا اندلاع عدوان السابع من أكتوبر والكثير من الإعلاميين والتنويريين المناضلين ( تحت التكييف طبعاً) يهاجمون قادة حماس وبالأخص اسماعيل هنية، لم يكن عندهم إلا نغمة واحدة ( هو فين سايب أهله وعايش فى قطر)
متنّعم فى قطر وسايب الشعب يدفع الثمن)
ولكن بعد فترة فوجيء الجميع باستشهاد معظم عائلة هنية من أولاده وأحفاده ( فقد الرجل معظم أحباءه) هل تخرس الألسنة وتخفض الأصوات ؟؟
لا والله بل ازدادوا فى الصياح ( سايب ولاده وأحفاده يموتوا وهو فى قطر!! )
حتي كان الخبر الأهم منذ فترة وهو اغتيال الموساد للمقاوم البطل اسماعيل هنية بصاروخ موجهة فى طهران !!
ولا أدرى هل ستستمر العامة فى الاستماع لهؤلاء المخرفين الذين يعيشون فى واد بينما تكون الحقيقة فى واد آخر أم لا !!
لكن للأسف لم يصمت الكاذبون ولم يفهم السامعون،
لم يعرف هؤلاء العوام أن الله سيحاسبنا عن اتهام الناس بالباطل، ستحاسب عن مشاركتك لكل كاذب بسماعك له، سوف يقتص منك يوم القيامة كل أحد افتريت عليه أو صدقت عليه أى تضليل ونفاق،
ستُسئل عن وقتك فى السوشيال ميديا وعقلك الذي سلمته لأناس اكتشفت كذبهم بالحقيقة والبرهان !!
منهم من قال إن هنية هو رجل إسرائيل وكل هذا بالاتفاق معهم كي يعط لهم ذريعة لدخول غزة !!!
اى استخفاف بعقولنا أكثر من هذا ؟؟
والله لو بيدي ليجب محاكمة كل من تكلم فى هذا،
أيعقل أن يبرم شخص صفقة تتضمن وفاته؟ أم تري أن إسرائيل كانت تضمن له الجنة بعد الموت !!
هل أصبح مصادر معلوماتنا هي الأفلام والمسلسلات ؟
الم تعقد الدولة نفسها صفقات مع حماس بل وأتي قادتها بأنفسهم هنا وتم استضافتهم مع أكبر الإعلاميين ؟!
إن تلك الفوضي الخلاّقة الموجودة على السوشيال ميديا لابد لها من وقفة،
اتهموا الرجل أشد الإتهامات ولم يشفع موته أمام الجميع من العدو له، شاهدوا بأعينهم العدو وهو يقيم الاحتفالات بعد موته ويوزع الزغاريد والرقصات وهم يعيشون فى عالم آخر
لم أري فى حياتي بجاحة مثل هذه !!
يعيش الكثير منهم وهو لا يتحمل العيش بدون البيبسي و الكوكاكولا ويتهم من عاش مطارد طيلة حياته ومات بعيد عن أرضه بل وفقد معظم أهله من أجل دينه ووطنه بالعمالة !! هل ضاعت حمرة الخجل حتي وصلنا لليوم الذي نري فيه أبناء جلدتنا يفرحون لمقتل أخا لهم على يد أعداءنا ؟
أرجوكم كفوا السنتكم عمن هو أفضل منكم واستقيموا يرحمكم الله فمن العيب أن يُفتي قاعد لمجاهد أو يتكلم أهل الدثور عن أهل الثغور ولا شأن لربات الحِجَال بمعارك الرجال
وبما أن الحفيد والابن ماتوا أبطال فكان لزاماً أن يموت الجد سيد لهؤلاء الأبطال .
د/ محمد كامل الباز