إذا كانت السياسة تقوم على فنّ إدارة الحدث فلماذا يجب أن يكون الحدث و أن تكون إدارته دوماً على مزاج طرف واحد و لماذا لا تتعدّد أقطاب الناظرين إلى الحدث فلا يكون الفعل المرافق أو ردّ الفعل غير المرافق موجباً دوماً و لا يكون سالباً دوماً ، لا يكون مهادناً دوماً و لا يكون مقاوماً دوماً؟!.......
و على هذا لماذا لا نعتبر يافا و الهدهد طريق سليمان إلى فرض رؤاه باللغات التي لا يفهمها الجميع بينما يفهمها هو مع النمل و سواه و لماذا لا يكون عشّ نمل الصهيونية قابلاً للتحطيم و السحق طالما أنّه خرج عن معناه النضالي الذي يدّعونه زوراً و بهتاناً إلى معناه المتوحّش الغارق في دم البشر و غير البشر ؟!.......
ليس من الضرورة أن أكون عقائديّاً بمعنى الطقوس المتداولة حتى أكون مقاوماً بكلّ المعاني المفاجئة غير المتداولة و على هذا يكمل الحوثيّ حرب الماضي على طاولة المستقبل مروراً بحاضرٍ يشبه حواضر التطبيع الأسود لا لأنّه يفرض الازدهار التابع و إنّما لأنّه يجعل كلّ شيء قرين لحظة من لحظات تغيير القرار ، و هذا القرين لا يبقى قرين تنمية حينما تنعكس الظروف و المتطلبات و التاريخ أكبر شاهدٍ على معاني التغيّرات ؟!.......
عندما تكون من سبأ و حضرموت لا تستحضر نمطاً معمارياً وعراً على قدر جماله و إنّما استحضر أنموذجاً غير قابلٍ للانكسار التقليديّ و للهزائم الدائمة فما نخوضه على صعيد التكتيك من كرّ و فرّ يختلف عن الهزائم المحوريّة و الانتصارات الانتشاريّة ، و من هنا يحقّ للحوثيين بناء مملكة اليمن السعيد و السبأ المديد لكن انطلاقاً من مثل جديد ألا و هو (تجمّعوا أيادي سبأ ) و ليس انطلاقاً من المثل المتداول السابق (تفرّقوا أيادي سبأ ).......
غزّة جمّعت أيادي سبأ و أيادي من يحاولون خلق أنموذج صامد من منطلق العين بالعين و السنّ بالسنّ و البادئ أظلم و من منطلق الجروح قصاص فهل تصحو معاقل البناء على تطبيع تهزّه الظروف غير الطبيعية في دوائر التصهين و الصهيونيّة ؟!.......
في مؤسّسة القيامة السوريّة الفينيقيّة ما زال الترف و البذخ يعاند عبّاس بن فرناس إذ أنّه كلّما حاول بناء ذيل عودته المعدم الفقير أطاحوا به على أرصفة عنجهيّتهم و أكاذيبهم الحكوميّة ، و على هذا ما زال مغامرنا يتوق إلى رأس يدرك معنى الذيول كي لا يبقى عاجزاً في دوائر السقوط و الخمول !.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الأربعاء 2024/07/24
الساعة الحادية عشرة و النصف صباحاً