كيف تأثرت مصر على الصعيدين الداخلي
والخارجي خلال عهدي الرئيس مبارك والرئيس عبد الفتاح السيسي. سنبدأ بتحليل الملفات الخارجية، حيث سنناقش كيف ركز مبارك على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، في حين إتخذ السيسي نهجاً متعدد الأقطاب، مشدداً على علاقاته مع روسيا والصين بجانب الولايات المتحدة وأوروبا. سننتقل بعد ذلك إلى السياسة الإقليمية، متناولين موقف كل من الرئيسين تجاه الصراعات الإقليمية والتعاون العربي، قبل أن نستعرض التحولات الإقتصادية والحقوق والحريات والتحديات الأمنية في كل عهد. وختاماً، سنلخص التحديات والإنجازات الكبرى التي ميزت حكم كل من الرئيسين، مسلطين الضوء على رؤيتهما لمستقبل مصر ودورها الإقليمي والدولي.
أولاً: الملفات الخارجية "
عصر مبارك" ركز على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، مع المحافظة على علاقات متوازنة مع روسيا.
كانت مصر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما أثّر على سياساته الخارجية بشكل كبير.
عصر السيسي" تبنى نهجاً متعدد الأقطاب، فتعززت العلاقات مع روسيا والصين بالإضافة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.سعى لتحقيق توازن أكبر في السياسة الخارجية لتعزيز إستقلالية مصر على الساحة الدولية.
ثانياً: السياسة الإقليمية"
عصر مبارك" إلتزم بسياسة معتدلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دعم الحل السلمي القائم على حل الدولتين.تعامل بحذر مع الأزمات الإقليمية مثل الأزمة الليبية والسودانية.
عصر السيسي" موقف أكثر نشاطاً في الصراعات الإقليمية، بما في ذلك التدخل العسكري في ليبيا ودعم الحكومة الشرعية في اليمن والسودان، تعزيز التعاون مع دول الخليج لمواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب.
ثالثاً: التعاون العربي"
عصر مبارك" دور تقليدي في الجامعة العربية، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع دول الخليج. مساهمات في مبادرات السلام العربية وتعزيز الوحدة العربية.
عصر السيسي" زيادة التعاون مع الدول الإفريقية، وتعزيز دور مصر في الإتحاد الإفريقي، وتكثيف الجهود لتعزيز الأمن القومي العربي ومواجهة التهديدات المشتركة.
بالنسبة للملفات الداخلية والاقتصاد:
عصر مبارك" كان هناك نمو إقتصادي محدود مع إرتفاع معدلات الفقر والبطالة.
كان هناك بعض الإصلاحات الإقتصادية، لكن دون تأثير كبير على حياة المواطن العادي.
عصر السيسي" إصلاحات إقتصادية واسعة النطاق، مثل تحرير سعر الصرف، وبرنامج إصلاح إقتصادي مع صندوق النقد الدولي، ومشروعات قومية كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة وتوسعة قناة السويس.
بالنسبة للحقوق والحريات"
عصر مبارك" كان هناك قمع سياسي محدود، مع بعض الحريات الإعلامية.
الإنتخابات كانت تشوبها بعض المخالفات، لكنها كانت تشهد مشاركة نسبية.
عصر السيسي" إجراءات أمنية صارمة لمكافحة الإرهاب، لكنها قوبلت بإنتقادات بشأن حقوق الإنسان. حرية الإعلام مقيدة بشكل أكبر مقارنة بعصر مبارك، ويرجع ذلك إلي سياسة التحديات الكبرى التي إنتهجتها مصر من أجل بناء الجمهورية الحديثة.
بالنسبة لملف الأمن"
عصر مبارك" إستقرار نسبي مع وجود تحديات أمنية متفرقة، والإعتماد على الأجهزة الأمنية لضمان الإستقرار الداخلي.
عصر السيسي" تحديات أمنية أكبر خاصة في سيناء بسبب الإرهاب.
جهود مكثفة لتعزيز الأمن الداخلي والإستقرار عبر عمليات عسكرية وأمنية موسعة.
بالنسبة للتحديات والإنجازات الكبرى:
عصر مبارك " بعض الإنجازات في البنية التحتية والتعليم، لكنها لم تكن ملحوظة بشكل كبير، المحافظة على إستقرار نسبي خلال فترات التوتر الإقليمي.
عصر السيسي" مشروعات بنية تحتية ضخمة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، تطوير شبكة الطرق والكباري، ومحطات الكهرباء.
تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية.
بالنسبة للتحديات:
عصر مبارك" إرتفاع معدلات البطالة والفقر، وفساد إداري، تحديات في التعامل مع المعارضة السياسية.
عصر السيسي" تحديات إقتصادية كبيرة، مثل السيطرة على الدّين العام وتحقيق نمو إقتصادي مستدام، مواجهة الإنتقادات الدولية بشأن حقوق الإنسان.
خاتمة" بإختصار، يمكن القول إن كلا العهدين واجها تحديات كبيرة وحققا إنجازات مهمة. بينما ركز مبارك على الحفاظ على إستقرار سياسي وعلاقات دولية متوازنة، على الصعيد الآخر سعى السيسي لتحقيق إصلاحات إقتصادية واسعة وتعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية، وإن كان ذلك مع مزيد من القيود وسياسات تقشفية.