الديمقراطية ليست وجهاً من وجوه الأحداث السائدة ، فالديمقراطية بكلّ معانيها هي وجه تائه غارق في قناع إثر قناع ، و لعلّ آخر هذه الأقنعة الرصاصة التي أصابت أذن ترامب اليمنى لتسمع الشعب الأميركي و بقية الشعوب أنّ الانعطافات اليسارية ليست بأقلّ خطر من الانعطافات اليمينية و أنّ تجميل الخطاب تحت الأنياب المغروسة في اللحم لا ينفي دمويتها و لا يقلّل من كمية الدماء النازفة تحتها بعد نهش اللحوم المسالمة رغم جوعها و شظف عيشها !.......
بايدن مهما علت أصوات خرفه في مجازات الديمقراطية المنطوقة بحروف الوهم لن ينسى خصماً ينافسه بشدة على إسكات أصوات خرفه و على استبدالها بخرفٍ من نوع آخر يصيب أول ما يصيب المنطقة العربية و الشرق أوسطية !.......
سقطت الرصاصة التي أرادوا بها إسقاط ترامب إلى الأبد ، و مارس الرئيس السابق العنيد الاستعراض بها ليربح خصوم الأمس و اليوم بعد كلّ هذا الاستقطاب الحاد في ساحات و ميادين التزييف و الشيزوفرينيا التي يمارسها بعمق خبيث و بسطحية ساذجة خصومه من الديمقراطيين ، فمن لا يجب قتله حسب ادعاءاتهم في أوكرانيا من قبل روسيا تقتل إسرائيل على مسمع الجميع في الطرف المقابل له في غزة أضعافاً مضاعفة دون أن يرفّ رمش خرافات بايدن و بقية قطعانه و أقدامه و نعاله من الزعماء و الملوك و الأمراء أصحاب الجلالة و الفخامة و السموّ الزائف !.......
الدول العميقة و الموازية في أميركا و سواها ما زالت تمارس سياسة حافة الهاوية كما مارسها الرئيس السابق الراحل حافظ الأسد ، لكنّ ما يمارسه أردوغان لم يرتق بعد حتّى إلى حافة الاستعراض المدروس فما يجب أن يكون قبل اللقاءات الرئاسية الاستعراضية هو اقتران الأقوال بالأفعال و التعهد بالانسحاب و التخلّي عن العدائية هذا الانسحاب المتبوع بالتعهدات الصريحة و الواضحة و الموقّعة حينما تنصّ كما نصت سابقا على مبادئ حسن الجوار و عدم المقامرة بالغدر و الطعن في ظهور الدول و الشعوب في سبيل مصالح سياسية ضيقة لا مكان على صفحاتها لتعاريف الأمن القومي الذي صمّوا آذاننا به فأصابهم بالطرش و الصمم و عدم سماع صوت الحقيقة !.......
في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الدوران في فراغ الخطابات الرنّانة و الإعلام الهشّ لا يختلف كثيراً عن الدوران في ساحات السياسات العالمية المناورة بالأكاذيب ، فهل يكشف عبّاس بن فرناس عرض ذيله المنقذ أم يبقى يناور في سياسات لا مكان فيها إلا للرأس الحامي و للأذن الترامبية النازفة السامعة لقرقرة أمعاء الشعب السوري و الغزّاويّ و للانهيار الآخذ ؟!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الأحد 2024/07/14
الساعة الثانية عشرة ظهراً