كتب /عبد الغني عقلان : الاهتمام الدولي بقضية المهمشين نقطة تحول في التأريخ النضالي للسود في اليمن

الاثنين 10/06/2024

منذ أكثر من عقدين من الزمن بدا السود في اليمن مشوارهم النضالي في سبيل نيل الحرية والحصول علي حقوقهم المدنية، السياسية،  الاقتصادية، الاجتماعية. المسلوبة من 1400 سنة. تنوعت تسمية السود في اليمن بين عدة تسميات تمييزية تحمل طابع عنصري واشهر هذه التسميات التي اطلقها عليهم المجتمع قديما " الاخدام، العبيد، الاحجور ً واخيرا اصبح يطلق عليهم ( المهمشين) كا مصطلح حقوقي يصل عددهم الي (4،895000) وفق الاحصائية التقديرية للاتحاد الوطني للتنمية الفئات الاشد فقرا في اليمن. 

يتواجدون في 21 محافظة في اليمن بنسب متفاوتة في المدن والأرياف. ويسكنون أكواخ من الصفيح والاحجار الصغيرة واطارات السيارات. يعمل الاغلبية المطلقة منهم في النظافة، الصرف الصحي، حياكة الاحذية الجلدية ( أسكا فين)  ، الحمالة ( عتالين)  ، قرع الطبول ( مفرحين ) في الاعراس بأجور زهيدة نظام السخرة. وتعمل نسبة كبيرة من النساء السود في التسول والنظافة كما يعيش اطفالهم خارج أسوار المدارس حيث تصل نسبة الامية في اوساط المواطنين السود في اليمن الي 92% .

ظلت قصية المواطنين السود في طي النسيان حتي عام 1998 م أي قبل 26 سنة عندما بدا مجموعه من الشباب المثقفين بتشكيل جمعية التعاطف الخيرية في مدينة تعز وجمعية عامر و عقبي في صنعاء بعد محاولات حثيثة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وظهور بعض الكتابات التي تناهض التمييز العنصري و ابرزهم / محمد القيرعي .

بدات الفكرة التنموية تتبلور وتزداد اتساعاً لاخراج السود من واقعهم المظلم فا انشئت جمعية المستقبل الاجتماعية الخيرية برأسه الاستاذ / نعمان الحذيفي في اواخر التسعينات. والتي كانت النواة الاولي لتأسيس الاتحاد الوطني للتنمية الفئات الاشد فقراً في اليمن في عام 2007 م والتي ضم في عضويته 75 جمعيه من مختلف المحافظات بعد اللقاء التشاوري الاول في مدينة تعز وسط اليمن واللقاء الثاني في مدينة عدن جنوب اليمن نتج عنها تشكيل لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر العام الاول للاتحاد الوطني في عاصمة اليمن - صنعا ء نتج عنه انتخاب الاستاذ / نعمان الحذيفي رئيساً للاتحاد الوطني با الاجماع وتعد مرحلة من 1998 حتي 2007 م هي مرحله الاصطفاف الوطني للمواطنين السود في اليمن وابراز قضية السود كا أحدي القضايا الوطنية و الانسانية في الساحة اليمنية. ووضع خطة استراتيجية لتنمية السود ودمجهم في المجتمع إلا أن وزارة الشؤون الاجتماعيه والعمل لم تمنح الاتحاد الوطني مستحقاته الماليه المقرة بالقانون ( النفقات التشغيلية)  أسوة ببقية الاتحادات الاخري .ظل الاتحاد يعمل بجهود ذاتية مع توفر دعم لبعض المشاريع من بعض المنظمات الدولية لا تكفي لتمويل الخطة الاستراتيجية للاتحاد في عموم الجمهورية .ويعود سبب حرمان الاتحاد و الجمعيات الاعضاء فيه الي التمييز العنصري التي يمارس علي السود بشتي الاساليب المتنوعه . لم تيأس النخبة المناضلة من المواطنين السود البالغ عددهم ( 512 ) رجال ونساء وشباب اعضاء المؤتمر العام للفئات المهمشة في اليمن المنعقد في فندق نوفمبيك. عام 2010 م في مواصله مشوارهم النضالي فقد سعت وتسعي قيادة الاتحاد الوطني للمهمشين والمجلس الوطني للأقليات في اليمن لنقل وتحمل المعاناه التي يعاني منها المهمشين في العديد من المحافل الاقليمية والدولية وممثلي البعثات الدبلوماسية . 

ورصد كافة الانتهاكات بكل المحافظات بالتنسيق مع مراكز حقوقية ومنظمات محلية تجاوزت مفهوم التمييز العنصري مثل مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان ومركز صنعاء لدراسات... الخ. ظل سياسة الاقصاء والتمييز الممنهج ضد السود والمكون الشرعي والوحيد لم ( الاتحاد الوطني)  سمة رئيسية لكل الحكومات المتعاقبة فقام الاتحاد الوطني بتأسيس موقع الكتروني سمي ( صوت المهمشين الاخباري)  لنقل مشاكل ومعاناة واحتياجات المواطنين السود للعالم في مختلف الجوانب ولفت انتباه المنظمات الدوليه والعالمية المتهمة بالشأن الانساني في اليمن. و اخرها لقاء السفير الامريكي لدي اليمن السيد / ستيفن فايجن بزعيم المهمشين - رئيس الاتحاد الوطني الاستاذ / نعمان الحذيفي في مايو / 2024 م. الذي يعد نقطة تحول في التأريخ النضالي للسود في سبيل نيل الحقوق والحريات التي كفلها الدستور اليمني وكافة الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان و الاتفاقية الدولية للقضاء علي كافة اشكال التمييز العنصري الموقع عليها اليمن.

 والتمتع بالكرامة الانسانية و حصولهم علي حق السكن والتعليم المجاني والصحة والوظيفة العامة لدوله وتثبيت عمال النظافة في وزارة الاشغال العامة وتعزيز الخطاب الاعلامي للاتحاد الوطني من خلال توفير لدعم لموقع صوت المهمشين الاخباري وبناء مؤسسي للاتحاد الوطني والفروع . ليتمكن من تنفيذ الخطة الاستراتيجية للتنمية وتطوير المهمشين والتخفيف من المعاناه وخلق واقع انساني اكثر رقي واحترام لحقوق الانسان.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

اختر الحدث الأبرز عام 2024!