باغتني تولستوي بموت أليكسي نافالني في روسيا حينما نسي استحضار روايته من حكايات ألف ليلة و ليلة الفارسية العربية الهندية و الهندية العربية الفارسية ، و كأنّ به ينسى كتابة سطر ولائه لروسيا الأم لا لمجده الشخصيّ مع إيماننا أنّ كلّ شخص من حقّه أن يبني مجده الشخصي ليطير بعنقائه إلى العلياء لا ليهبط إلى العالم السفلي ، فأين سنجد نافالني كمراقبين عرب بات كلّ حاكم لدينا في الوطن العربي أقلّ من كاراكوز و عواظ المستحضرين من الثقافة العثمانية الاستعمارية؟!، هل سنجده فعلاً في أسفل هوامش التاريخ القزم أم في سطر بداياته الأولى حينما يغدو عملاقاً كماما أميركا؟! ، الجواب في جعبة الشعب الروسي ؟!.......
لكن دوستويفسكي الذي منعت كتبه في أوروبا انطلاقاً من حرية الرأي الكاراكوزي لا الرأي الحقيقيّ استفزني أيضاً عندما نسي حضور يوليا نافالني في مؤتمر ميونيخ أو في أحضان بايدن و هو يواسيها مواساة الذئب للحمل أو مواساة الأصابع للكاراكوز ، و حينما تناسى التصفيق الحار لها و لكأنها زنوبيا أو كليوباترا أو حتّى أوروبا نفسها ، أليس هذا دليلاً قاطعاً بأنّ الغرب يصنع كاراكوزاته لخرق البلدان الكرتونية من الداخل ، و هل الأشخاص الكاراكوزيون الكرتونيون قادرون على حكم بلدٍ كروسيا بالفعل مهما تعالت نبرات العداء لقادتها ، و حتّى لو افترضنا أنّ نغمات الفساد كلّها صحيحة فلا يمكننا نفي كلّ معالم الفساد لأنّ الفساد ولد أول ما ولد في أميركا و الغرب و حكماً لن يتلاشى جسده القوي لا في روسيا و لا في سورية مهما تعالت شيزوفرينيا التفكير الاستراتيجي للجبهة منزوعة الأنياب و المخالب حينما تنادي بقهره بينما هي أوّل صنّاعه ! .......
تسيبي ليفني وزيرة الصهيونية الشارونية كانت مع يوليا نافالني حكماً في مؤتمر ميونيخ لكنّها لم تترك ممثلي الحكومات العربية دون ظلّها فوقع متعثّراً بظلّها وزير خارجية مصر كامب ديفيد سامح شكري ليلغي سماحه و شكره عن حماس و يخرجها عن الشرعية الفلسطينية هذا بدلاً من أن يشكّل و يقود تحالفاً عربياً جرّاراً من الجيوش العربية التي أصابها الكساد الاستراتيجيّ في خدمة المناصب و المكاسب لتحرير الناس العزّل من بطش الجبروت الصهيونيّ الأميركيّ الغربي الحاقد مذ قال صلاح الدين أنا أبطش لأزيد قوّة الأمّة إلى أن قال أبو الشكر :"ببوس إيدك يا ليفني حماس ما شرعية خلّي رفح خارج المسرحية !" ، و لكأنّ يوليا نافالني أعطته زخماً كرتونياً كاراكوزياً كي يلغي شرعيته الكاراكوزية عن حماس و غير حماس ، فماذا أنتجت سلطة فتح الكرتونية الكاراكوزية منذ أوسلو أو ما قبل قبل أوسلو إلّا تلاشي ما تبقّى من معالم الأحياء الفلسطينية دونما غزوٍ بغرائز و جحافل الاستيطان على مبدأ "باقية و تتمدد " إن لم نقل معطيات الوجود الفلسطيني برمته على مبدأ "فانية و تتبدّد " ؟! الجواب لدى السمّوح الشكّور الأمّور ، و ندعوه لدورة مناورات حول ظلّ ليفني لدى عبد الملك الحوثي أو لدى حسن نصر الله أو لدى قائد فيلق القدس أو زعيم الحرس الثوري الإيراني !.......
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية يدفع شعب سورية أثماناً باهظة من الدعم الحقيقي لا الكاراكوزيّ للمقاومة ، لكن لماذا لا يفحمنا الرئيس الروسي بوتين بما أفحم به حكّام مصر الكاراكوزيين بمحطات نووية سلمية ليمارسوا الكاراكوزية المضيئة ، و هل يريد منّا أن نكون كاراكوزاً و عواظاً تحت العتمة ناسياً أنّ ما نعيشه من عتمة على سواحل المتوسط فتحت أعينه هناك بمنارات كثيرة في وجه من يريدون كاراكوز نافالني و سواه مكانه ، و هل يجد عبّاس بن فرناس ذيله القيصري كي لا يسقط كاراكوزاً في بروكسل أو واشنطن ؟! الجواب لدى مفكرّي الكاراكوز الأكبر في مدغشقر !.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا سانت بطرس بورغ
الجمعة ٢٣ /٢٠٢٤/٢
الساعة الحادية عشرة صباحاً