لأميركا نزعاتٌ لا تخفى على أحد فكيف تخفى على من لا يساويه أحد ؟!.......
و كيف تخفى على مجتمعٍ دوليٍّ أحمق بالخبث و خبيثٍ بالحماقة من حيث أنه ينادي بما تريده أميركا على هيئة قوانين و منظمات و مجالس و محافل دولية لا تغني و لا تسمن من إنسان بقدر ما تثبّت انهيار هذا الإنسان .......
و على الحكومات الفاعلة حتّى لو قدّر لها أن تعشق شعوبها و لو من بوّابة الدعايات الكاذبة أن تخضع لاختباراتٍ لا تحصى من خبث الحمقى و حماقة الخبيثين .......
فهنا الحماقة بمثابة الذكاء لأنّك إن لم تكن أحمقاً أكلك الأذكياء و إنْ لم تكن ذكياً نهش أشلاءك الحمقى فتصوّروا كيف يكون الذكيّ حملاً وديعاً و كيف يكون الأحمق ذئباً شرساً ، و يجوز هنا أن نخوض في المنحى العكسيّ حينما يكون الأحمق حملاً وديعاً و الذكيّ ذئباً شرساً ، لكن في كلتا الحالتين لا بدّ من خبث الحمقى و حماقة الخبثاء و إلّا تساقطت مؤسسات المجتمع الدولي كما يتساقط الشعر من أو عن رأس ماما أميركا كلّما أسقطت أقنعة جديدة عن وجهها الساميّ الصهيونيّ ، و المضحك في الأمر أنّه كلّما سقط قناعٌ من هذه الأقنعة تبرز إلى العلن قضية معاداة الساميّة و لكأنّما الساميّة مولود من مواليد الأبديّة و الخلود ولد من رحم الأزل و سيعود إلى رحم الأبديّة لتحضيره إلى أزلٍ جديد !.......
عاد القيصر بوتين ليفتح دفاتره البطرسية ما بين الأصغر و الأكبر ، ما بين اللينينيّ و الستالينيّ .......
لكنْ ما يشغل رأس هذا الرجل أنّه يعرف مجابهة الحمق الأصغر بالتحامق الأكبر و الحمق الأكبر بالتحامق الأصغر لا لأنّه إنسانٌ على هيئة قيصر أو قيصرٌ على هيئة إنسان ، و إنّما لأنّه يعرف أنّ استحمار العم سام لا يجابه بالخضوع و أنّ الخضوع الذي هو القاسم المشترك الأكبر لدول الخليج العربيّ و أوروبا لن يولّد استقراراً دائماً و ازدهاراً دائماً ، و على حمقى هذه المناطق من قادة و هيئات و منظمات و مجالس و محافل إدراك هذا قبل فوات الأوان و العمل على خلق أنموذج حمقى خارج القالب الأميركيّ الخالص !.......
نعم إنّ سمة المجتمع الدوليّ القائم هي الخبث بالحماقة و الحماقة بالخبث.......
أتذكّر عندما كنت في السادسة من عمري كيف كان والدي يصطحبني إلى مسجد من مساجد هذا المجتمع الدوليّ أو هذا القطيع الدوليّ الكونيّ ، و منذ صغري أدركتُ أنّ لعبة الغيبيات و الماورائيات هي أيضاً لعبة سياسية دولية لكنّها مع اللعبة الساميّة الصهيونية و إن بدت على شكل ألعابٍ مجابهة تشكّل اكتمال المنظور الواحد الأحد ما بين الجميع !.......
و هنا يراودك شعورٌ أنّ كلّ هذه الأشكال العقائديّة اللاهوتية ما هي إلّا غيض من فيض باتجاه ترسيخ قوة الصهيونية الساميّة فمن جعل حماس في غزة عشر قوية لن يجعل إسرائيل ( أو الكيان الصهيونيّ كما يحلو للبعض أن يسميها ) عشر ضعيفة ، و هذا بحدّ ذاته ترسيخٌ واضح لصعوبة كسر المجتمع الأحمق القائم دولياً .......
و ما يسعى إليه الدبّ الروسيّ و التنين الصينيّ هو إدخال تحامق أصغر أو أكبر لا بدّ منه ولا بدّ من فرضه بالقوة لجرّ المجتمع الدولي الأحمق إلى شكلٍ آخر من أشكال الحماقة يتناسب مع عصرنة و حداثة و ليبرالية القرن الحادي و العشرين .......
فمن كان يظهر و يطلق جسد المرأة ليلعب ورقة سياسية عليه أن يطلق أيضاً كيد المرأة ليرسّخ هذه اللعبة السياسية ، و من كان يغيّب و يخفي جسد المرأة ليلعب ورقةً عقائدية عليه أن يقمع أيضاً كيد المرأة ليرسّخ هذه اللعبة العقائدية .......
و ما بين كيدٍ مطلق و كيدٍ مقموع لا بدّ من مجتمعٍ دوليٍّ واضحٍ في عوالم الحمقى يعرف كيف يدير هذه التناقضات بأشكالٍ و ألوانٍ حديثة على شاكلة أقطابٍ جديدة لمجتمعٍ دوليٍ يلد أرحاماً من ذات الرحم و يطلق أوهاماً من ذات الوهم ، و ما نهاية العالم إلّا أحد مظاهر الليبرالية الجديدة المنبثق من معالم العقائدية القديمة .......
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الأسد يدير تناقضات بداية و نهاية العالم لا ليرسّخ الليبرالية الحديثة و لا لينسف الليبرالية القديمة ...
لا ليرسّخ العقائدية المفرطة و لا لينسف العقائديّة المبسّطة .......
و على هذا ما زال يدير صعوبات قيادة المجتمع السوريّ الذي أطلقوا عليه من الخارج مصطلح ((الأمم السوريّة )) ..
و على كلّ الأحوال سورية هي فيصلٌ أمميٌّ عالميٌّ على أساسه تترسّخ الأقطاب الواضحة لمجتمع الحمقى القدامى الجدد لأنّ من يدير لعبة (رول بول ) الحمقى يعرف أنّ دحرجة الأذكياء تحتاج إلى كرات الحمقى ، و إدخال الأذكياء إلى ساحة الحمقى و المتحامقين ضرورة ملحّة لم يدركها سابقاً عبّاس بن فرناس حينما نسي ذيل حماقته على كرةٍ هامشية لا عنوان لها كان نصيبه منها أن يسقط متعثّراً في ميدان التجاربْ فهل نصل إليه أم أنّ ذيولنا ما زالت تُرسمُ في ميادين القتال و التحاربْ ؟!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا سانت بطرس بورغ
الثلاثاء 2\1\2024
الساعة 22.30 قبل منتصف الليل