منذ البداية ،وللبدايات دوما مذاق رائع كنت أعلم أنكِ أروع من أن تكوني حقيقة ،وأقوى من أن تصيري حلماً وأبعد من أن يدرك لهيب اشتعالي الدفء ،لكن يقيني ذاك يحميني من إعادة المحاولة ! ذلك أنني ، ومنذ البداية، سيد الخسارات الجميلة! عندما ترحلين أنتظر حضورك على أنغام شغف أحببت طقوسه ، فلما تحضرين أعاود انتظار غيابك بحلم يستوحي منك الحضور .
هذه أنتِ، كأنكِ تنسابين بين الكلمات منفردة، متمردة استعصت على النسيان.
تراقصين شجرة الميلاد برشاقة لحظة اختزلت عمراً، تتمايلين غنجاً على إيقاع أجراس الميلاد.
ها أنتِ تطلين مجدداً كنجم لمع في سماء ليلٍ حزين، كإبتسامة باغتت ثغراً لم يبتسم منذ زمن. وها أنا ذلك المنتظر دوماً على مفترق الدهشة، أنتظر شتاء عينيك من خلف نافذة الوهم، لعل ثغركِ يبتسم الليلة يا سيدة الميلاد المجيدة.
أتعلمين من أنتِ؟ أتعرفينكِ؟
أنت المعنى الذي تترصده الكلمات حتى تحظى بدلالتها، أنتِ الوجه الذي تطارده البراءة ساعية لأن تغادر المخيلة، أنتِ همسة الصوت المكتوم. أنتِ يا سيدتي لا تعرفين إلا بكِ، ولا تكونين إلا حين تصيرين.
كيف أغويتِ اللغة حتى صارت كل الأحرف تجاري صوتكِ، وكل الحركات تواكب غنجكِ، وكل الكلمات تعني إسمكِ وكل الدروب تقود إليكِ...
أتعلمين سيدتي؟ بوسعي أن أتعرف عن ظهر قلب إلى شجرة الميلاد التي تتولين تزيينها، الطيور المحيطة بها تكون أكثر فرحاً يا سيدة الميلاد المجيدة.
أتمنى لكم عيداً مجيداً، ملؤه الفرح والسلام والطمأنينة عسى أن يولد لبناننا من جديد مع ولادة طفل المغارة، كل عام وأنتِ وهم بألف خير.