يكتبني وطنٌ اسمه "سورية" على صفحات العالم الباحث عن نفسه لا ليكون قدماً من أقدام أميركا و لا ليكون ظلّاً من ظلال روسيا و لا ليكون حبل شدٍّ و جذب ما بين النيوعثمانية و السوبرفارسية بل ليكون نحن الذين نعرف كيف نعشقه و ندافع عنه و عن حريته في كلّ المحافل و في كلّ بقاع العالم و التاريخ ، و لربّما ظُلمنا في أخذ موقع الدفاع عنه رسمياً كما يجب لكن هذا لا ينفي ضرورة و حتمية التقدّم دوماً للدفاع عنه و حتّى عن رئيسه مهما تعالت الهجمات عليه أمام التغوّل الغربي الحاقد ، فنحن دوماً لا نقول أنّ أعضاء حكوماتنا هم ملائكة من ملائكة القدر لكنّنا لا نجزم و لا نؤمن أنّهم من شياطين الاستكبار و التوحّش و الاستعمار العالميّ ، و ما يجري حتّى الآن في سورية من الدوران في دائرة الأزمات المعيشية التي يزداد قطرها و يستفحل مداها لن يقلب المواقف مهما علت نبرة التحريض و مهما تمّ دسّ السمّ في السم و العلقم في العلقم و العسل في الدجل لأنّنا لا نرى أنّ ضخ القواسم المشتركة من جزيرة الخرافات و الأوهام الفاعلة و رمي أمثال المعاليف المحرّضين المنبثقين من اليوتيوب يعطي وطناً بديلاً أو رئيساً قابلاً للاستبدال أو حتّى للمقارنة و الموازنة في ظلّ هذا الحصار الفاحش و التجويع المقصود رغم كلّ الفساد الراسخ المنقوش .......
ما زالت أميركا من خلال طفلها المدلّل إسرائيل تلعب بالأقدام المنصّبة على رأس الحكومات العالمية و العربية لتضيع المواقف و تتلاشى الجهود ، و ليبقى الرأي العالميّ منحازاً إلى الوحشية الصهيونية التي لا نستطيع نفي عجنها بالمصالح، فالمخرّف الأول الذي اعتلى أمّه أميركا قال علناً أنّه صهيوني أكثر من الصهاينة حتّى لو لم يكن يهودياً و يبدو أن أقدامه و أقدام أمه المنصّبين على العرب أشدّ صهيونيةً من بايدن هذا فقد دفعوا ميزانيات عروشهم لتدمير سورية و لتجويع السوريين لكنّهم لا يتجرّؤون على رفع رؤوسهم من تحت أقدام النتنياهو و أمثاله ، و ما لم يفعله المخرّف الأول لا يعجز عنه أولئك مَن لا يخجلون من كونهم أقدام أمه أميركا سواء أكانت أوروبا على خارطة الوزير الراحل وليد المعلّم أم لم تكن، و هناك حيث أزالها هو رسمتها الأقدام العربية لتحوّلها إلى أحذيةٍ غير لامعة على أرض غزّة و على بقاع فلسطين التي ستطأ يوماً ما الجميع حتّى في الكتب المقدّسة مهما تواتر لفظها ما بين القدس و أورشليم ، فمن ينتظر نزول عيسى عليه السلام هناك و من لا يراوده الشك بالتقائه بالمهدي المنتظر يعرف أنّ المبكى الهولوكوستي لن يغيّب أولى القبلتين و ثالث الحرمين عن قدوم الحقيقة المخترقة غرقد الخرافات بليمون الثبات و الصمود و المقاومة سياسياً و اقتصادياً و عسكرياً و معيشياً واجتماعياً و ذاتياً و تاريخياً و إعلامياً و ثقافياً.......
الإسلام دين من الأديان ترافقه الحقيقة و لا تغيب عنه الشوائب و الخرافات البشرية كما بقية الأديان لكن من يؤمن بما هو عليه و يريد احترام حقيقته أو أسطورته أو خرافته ، عليه على الطرف الآخر احترام حقيقة أو أسطورة أو خرافة غيره ، و الحقيقة الراسخة اليوم هي أنّ حكومةً صهيونية تنسب نفسها إلى بني إسرائيل ما زالت تمارس أشنع و أقسى و أشدّ المجازر وحشية في القرن الحادي و العشرين في غزّة الصامدة و سواها ، و لانرى كالعادة من أقدام أميركا العرب إلا الشجب و التنديد بينما ينتظرون تحت الطاولة لاصقاً مناسباً لمؤخّراتهم قدّس الله أسرارها كي لا تصيبها الحكّات الاستراتيجية ، و كما قال الشاعر العراقي الراحل مظفّر النواب قدّس الله نطقه
"قممْ
قممْ
قممْ...
معزى على غنمْ
جلالة الكبشِ
على سمو نعجةٍ
على حمارٍ
بالقِدم
وتبدأ الجلسة
لا
ولن
ولم.
وا هبلتكم أمهاتكم
هذا دمٌ أم ليس دمْ؟؟!"
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الرئيس الأسد يكتب بدم الصبر و الصعوبات الساخن سياسة القرار البارد الصلب كي يحرق على النهج البارد هذا سياسة الأمم المتخاذلة عن نصرة الدم الساخن أيضاً دم الأبرار و الأبرياء و الشهداء فهل يجد عبّاس بن فرناس ذيلاً تُوازنُ به أميركا أحقادها أم يسقط شهيد السقوط العالميّ المهين فوق غزّة جنّة أقداس العالمين؟!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا ..سانت بطرس بورغ
الأحد 19\11\2023
الساعة التاسعة و النصف صباحاً