" أقسم سبحانه بالسماء ونجومها المضيئة وكل منها آية من آياته الدالة على وحدانيته ، وسمى النجم طارقا لأنه يظهر بالليل بعد اختفائه بضوء الشمس ، فشبه بالطارق الذي يطرق الناس أو أهلا ليلا ، قال الفراء : ما أتاك ليلا فهو طارق ، وقال الزجاج والمبرد : لا يكون الطارق نهارا "
هو نوع من أنواع النجوم الكبيرة والعملاقة شديدة التوهج، ويتميز بضوئه الشديد والعالي وسمي هذا النجم بهذا الاسم لأنه لا يظهر إلا في الليل وخاصة في الظلام ويختفي في الصباح.
يسمى هذا النجم أيضًا باسم النجم النابض لأنه يعتبر هذا النجم من النجوم الذي يتغير إضاءتها وتألقها بشكل فعلي، فهذا النجم ليست مثل النجوم الثنائية وهذه معلومات نادرة عن النجم الطارق.
النجم النابض هو عبارة عن نجم نيوتروني يتميز بدورانه السريع حول نفسه، حيث يدور حول نفسه بسرعة فائقة يصدر خلال هذا الدوران إشعاعات وموجات راديوية.
يسمى أيضًا بالنجم الثاقب حيث يتواجد هذا الثقب وفقًا للتفسيرات العلمية أنه يوجد في المراكز الخاصة بالمجرات، حيث يعتبر هذا النجم الثاقب هو المركز الأساسي في تكوين وتأسيس هذه المجرات الكونية.
النجم الثاقب يعمل على امتصاص جميع الغاز والدخان من المجرة وفي بعض الأحيان يقوم بجذب النجوم وابتلاعها.
حيث يتميز بحجمه الكبيرة الذي يتجاوز أضعاف أحجام النجوم الأخرى، وعندما أقسم الله سبحانه وتعالى بهذا النجم فهذا يشير إلى صورة من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
لماذا أقسم الله سبحانه وتعالى بالنجم الطارق؟
تعبر سورة الطارق من السور التي ذكر فيها الله سبحانه وتعالى حقائق كونية مذهلة لا يستطيع البشرية الوصول إليها إلا في العصر الحديث.
حيث أشار الله سبحانه وتعالى في هذه الصورة إلى كيفية خلق الإنسان والأصل الذي خلق منه، وفي هذه السورة وصف الله سبحانه وتعالى السماء بوصف بليغ في قوله تعالى (والسماء ذات الرجع).
أقسم الله سبحانه وتعالى بالنجم الثاقب لأنه هذا النجم شديد السطوع يثقب السماء في الليل بظهوره وشدة إضاءته، فهذا النجم معجزة من معجزات الله في الكون التي تثبت عظمة الله سبحانه وتعالى ووحدانيته وقدرته في خلق كل من في هذا الكون.
يقول الإمام ابن القيم أن الله سبحانه وتعالى أقسم بالسماء في سورة الطارق وكل ما يوجد في السماء من النجوم، لأن كل نجم في السماء يشير على عظمة الله ووحدانيته في هذا الكون.
سمي هذا النجم باسم الطارق لأنه لا يظهر إلا في الليل بعد اختفاء ضوء الشمس ومن شدة سطوع هذا النجم يمكن أن يظهر في أحيان قليلة بالنهار وشبه بالطارق الذي يطرق على أهل بيته ليلًا.
من هو الطارق الذي ذكر في قوله تعالى (والسماء والطارق)؟
سميت سورة الطارق بهذا الاسم نسبة إلى القسم الذي أقسمه الله سبحانه وتعالى في بداية هذه السورة حيث قال الله عز وجل (والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب).
فسر العلماء بأن الطارق هو النجم الثاقب الذي يثقب السماء بضوئه الشديد والمتوهج الذي ينير السماء في الليل، فيرى في الأرض ويختفي هذا النجم في بداية النهار.
قال بعض العلماء بأن كلمة الطارق في هذه الأيام تشير إلى النجم الطارق الذي يقوم بطرق السماء في الليل ويكون شديد التألق بين نجوم في السماء حيث يبدأ هذا النجم في الاختفاء مع بداية النهار.
سمي النجم بهذا الاسم لأنه لا يظهر إلا في الليل حيث يطرق السماء الليل ويختفي في الصباح وأشار العلماء أن كل ما جاء في الليل يسمى طارقًا.
الإعجاز العلمي في قوله تعالى (والسماء والطارق)
كانت السماء والنجوم على مر التاريخ الإنساني مكانًا مجهولًا وهاجس كبير للإنسان، حيث حاول الإنسان بكل ما لديه من قوة أن يبحث ويجتهد ليكتشف أسرار هذا الكون العظيم وما فيه من دلالات.
حيث لجأ الإنسان إلى استخدام العدسات المكبرة والتلسكوبات لرؤية أحجام هذه النجوم ورصد حركاتها وأيضًا التعرف على خصائص هذه النجوم وأحجامها وأشكالها المختلفة.
أما التقدم العلمي الكبير الذي شهدته البشرية استطاع علماء الفلك من اكتشاف موجات صوتية تصدر من بعض النجوم في الفضاء تشبه أصوات الطرق.
حيث يمكن للإنسان سماع هذه الموجات بالأذن ولكنها تحتاج إلى وسط مناسب للانتشار حتى تصل إلى الإنسان.
من خلال هذه الحقائق العلمية التي توصل إليها العلماء يأتي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وخاصة في قوله تعالى (والسماء والطارق).
حيث أقسم الله سبحانه وتعالى منذ قرون طويلة بالسماء والطارق والنجم الثاقب، حيث أقسم بالنجم الطارق الذي يصدر موجات صوتية تشبه أصوات الدق والطرق المنتظم.
حيث احتاج الإنسان والعلماء إلى سنوات طويلة حتى يستطيع اكتشاف وسماع هذه الأصوات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في بداية سورة الطارق.
من خلال ذلك تظهر قيمة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأهمية كتاب الله سبحانه وتعالى.
شاهد أيضًا: ما هو الإسقاط النجمي واضراره ؟
الإعجاز العلمي في قوله تعالى (والنجم الثاقب)
مع تقدم العلم وتطور العلماء استطاعوا رصد تحركات النجوم في السماء، حيث استطاع التصوير الزمني الذي استمر مدة زمنية طويلة حتى يرصد تحركات النجوم.
وضح هذا التصوير أن النجوم جميعها تتحرك حول ثقب مظلم وأسود، وهذه الحركة تختلف من نجم إلى آخر على حسب بعد النجم من هذا الثقب الأسود.
يتواجد هذا الثقب المظلم في منتصف المجرات الكونية ويعتبر هذا الثقب هو الأساس في تكوين وإنشاء هذه المجرات الكونية.
فهذا الثقب هو ثقب كبير يقوم بامتصاص جميع الغازات والدخان من المجرات الكونية حيث يتجاوز حجم هذا الثقب أضعاف أحجام النجوم.
من هنا يأتي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حيث أقسم الله سبحانه وتعالى بهذا النجم الثاقب الهائل ويعتبر ذلك صورة من صور الإعجاز العلمي.
كما أن هذا النجم لم يكن معروفًا بهذا الشكل عندما أنزلت هذه السورة على سيدنا محمد، وإنما فسره الصحابة وأهل العلم تبعًا لمقتضيات اللغة العربية حيث قام الصحابة بتفسير الثاقب على أنه هو الذي يثقب الجن والشيطان إذا أرسل عليه.
ذكر بعض العلماء المفسرين في هذا العصر بأن النجم الثاقب هو الذي النجم شديد التوهج والإضاءة لذلك أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه العظمة الكونية.
سورة الطارق
تعتبر سورة الطارق من السور المكية التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي.
يصل عدد سورة الطارق ١٧ آية حيث أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم بعد سورة البلد، ولم يذكر اسم الله في آيات هذه السورة حيث بدأت هذه السورة بقسم الله سبحانه وتعالى بالسماء والنجم الطارق.
حيث يشير مضمون سورة الطارق إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة وأمور البعث والنشور، وهذه السورة تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء الله سبحانه وتعالى الموتى مرة أخرى.
ذلك نوع من أنواع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والمرتبط بقسم الله سبحانه وتعالى في بداية السورة.