كتب ياسين الرزوق زيوس : الرئيس الأسد و تكرار اللعب على حافة الهاوية هل ننجو من جديد؟!..

الثلاثاء 19/09/2023
يكتب التاريخ اسم سورية على ماء الطمأنينة رغم كلّ براثن الأخطاء و مخالب و أنياب الفساد و الفاسدين ، فتأبى ماما أميركا و طفلها المدلل "المسمّى على اسم نبيٍّ  جذوره لا تنفك عن جذور الأب الأول  للعرب"  إلّا زراعة نبتة مصالح التقسيم و التفتيت بنثر بذور الحقد و الفساد و الطائفية ، و نسمع كم يصدّع أغلب  القائمين على حزبٍ قاد بالفعل في لحظات فاصلة مراحل نضالية و على حكومةٍ أرست في لحظات فاصلة أيضاً بعض دعائم الاستقرار و الصمود إن لم نقل كلّها  رؤوسنا بالمؤامرة ناسين أن المؤامرة أو المؤامرات  ما كانت لتنجح لولا فراغ رؤوسهم و سعيهم المستمر إلى ملء جيوبهم فقط دون أن يملؤوا تصدعات الوطن بما يحميه من شدة الأعاصير العالمية ،  و شقوق المواطنة بما يحميها من الانزلاقات غير محسوبة النتائج في أشدّ اللقطات صعوبة و حرجاً،  فهل سننتهي من علة جلباب المؤامرات المثقوب في كل سنتيمتر من كلمةٍ ينطقها هؤلاء بحيث لا تستحق الحبر الذي تكتب فيه و لا الهوبرات و الشوبرات التي ترافق حامليها من منبرٍ مشروخ إلى منبرٍ أشدّ شرخاً و تناقضاً.......
لا أعرف لماذا على الشعب السوري أن يتحمّل هذه النماذج دون المبادرة من الأعلى إلى تغييرها،  لكنني أستغرب بشدة أيضاً  محاولة شرائح بيع نفسها للشيطان في سبيل أن يتغير النظام السياسي الحاكم ، و كأنّ الأنظمة المطروحة على الساحة من أمثال أسياد القاسم و معلوف و متيني و الحوت و سواهم من النبّاحين المحرّضين الكثر في فناء الشيء و اللاشيء تعني شيئاً سوى زيادة التهلكة بعد قذف الكوارث فوق الطبيعية المنبثقة عن الحقد و الغباء  بالجملة لا بالمفرّق !!.......

صحيح أنّ ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة من وقع الحسام المهند،  لكنّ تحويل الظلم المؤقت على البعض  إلى ظلمات  تعصف بأوطان و شعوب في سبيل إرضاء اللاعبين الجدد في الأحضان الخضراء و الحمراء لا مبرّر له سوى الخيانة أو التخوين و الإقصاء و فرض  الإرادات المتصلبة المتعنتة فقط لعبارات الأشخاص لا لمؤسسات الأوطان الحالمة بالتغيير لا بالتدمير !.......



معادلات الحلفاء الأقوياء الضعفاء في سورية تثير سخط و غضب الشارع السوري ،  فالشعوب لا يمكن أن نتوقّع  منها أن تعي المعادلات و التوازنات السياسية عندما ترى أميركا تسرق نفط سورية و تدعم فصيل انفصالي بإدارة ذاتية غير متفق على أسسها و مبادئها و طريقة ترشيح القادة فيها ، و  الموظف السوري الحكومي نفسه خاصة في القطاع النفطي هناك يزيد راتبه عن الموظف السوري الحكومي في مناطق سيطرة الحكومة المعيّنة دستورياً بمليون ليرة سورية و أكثر بالإضافة إلى الدعم في مجال الوقود  ، بينما ترى الموظف في المناطق الطبيعية  غير الانفصالية يذوق لظى التجويع المستمر بالعقوبات الغربية العربية من أميركا  و أقدامها في العالم كلّه و لهيب ارتفاع الأسعار و الدولار.......

وفق نظرية الشعب السوري الذين من المفترض أنهم حلفاؤنا من أغنى دول العالم بالنفط و الغاز و الطاقة النووية بينما نحن نتوق إلى نقطة نفط و إلى قطرات فيول و إلى جيب غازٍ يجعل كهرباء سورية قادرة على الإضاءة  على الأقل لثلاث ساعات مقابل ثلاث ساعات من العتمة لا أن تبقى العتمة 22 ساعة أو أكثر مقابل إنارة لساعتين  أو  أقل في يوم كامل ،  بينما يستمر تصديع الرؤوس بالصمود غير المنهجي و بالصبر غير الاستراتيجي ، و هنا نقترح على الحلفاء أو أشباه الحلفاء التقدم بثبات بعد فتح الطريق و الباب على مصراعيه لطرد أميركا من مناطق النفط و القمح المنهوبين ، أو تزويدنا بالطاقة النووية السلمية لطرح الكهرباء و جريانها في عروق  السوريين الذين ليسوا أقل شأناً من النيوعثمانيين بلا ديون غير منطقية،  أو تزويدنا بالفيول و الغاز كي تعمل البنية التحتية المتوفرة لدينا لتأمين الكهرباء بما يسدّ الرمق على الأقل و يعيد حركة الحياة الوجودية و الصناعية و السياحية،  و بما يعزّز إمكانية دوران عجلة الاقتصاد الداخلي إن لم نقل الخارجي لوطننا المتعب جدّاً إلى حد زفرات الموت لا قيامة الفينيق ، و هذا دور حكومات سورية قوية تدرك لعب التوازنات بأوراق القوة لديها تجاه دول فتحت لهم البلد و مواردها بما في ذلك المنافذ على مياه المتوسط المهمة جدّاً انطلاقاً من الاسم نفسه  كي يكونوا أوفياء بما يكفي من معاني الأحلاف لا بما يخزي من تراكم الديون طويلة الأمد    ، و للأسف من يتعاقبون علينا يرسّخون دوماً حكومات الضعف و التوازنات الهشّة لا حكومات الأوطان الاختصاصية  القوية غير الخاضعة لهشاشة التقسيم و الفرز و التفضيل.......
طبعا هناك فروقات طبقية و معادلات كانت منذ الأزل و لن تنتهي حتى الأبد و لن يكون الرئيس كالمرؤوس و الضابط كالجندي فهناك توازن كوني من حيث جعل البعض فوق البعض في طبقات و لا مكان للعدالة الكونية إلا في شعارات ما ورائية و غير واقعية كمعادلات الطروحات الحكومية      فنرى مثلاً سيارات و موبايلات حصرية (موديل سنتها)  بينما لا نستطيع إدخال أشياء أساسية بحجة الحصار  بتناقض غريب يفرض على رؤوس السوريين تساؤلات أكثر عجباً و غرابةً !.......

في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الله يبحث عن ضوء في نفق تطويق سورية لكنّه هو من يزيل النفق في حال وجد أبجديات الواقع داخل النفوس لا الخيال خارج المحسوس ، و على ذلك وجد عبّاس بن فرناس عبارات الكنايات على ذيل حائر سقط في البدايات كي لا ينتهي به المطاف في مستنقع النهايات ، و عاشت سورية في الصحو و السبات و في الحياة و يوم تبعث بعد الممات   !....... 

بقلم الكاتب المهندس الشاعر 
ياسين الرزوق زيوس 
روسيا موسكو 
الثلاثاء ٢٠٢٣/٩/١٩ 
الساعة ١٥.٠٠



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

كيف تقيم استجابة الحكومة الأمريكية في التعامل مع أزمات صحية مثل جائحة كوفيد-19؟