ما بين آذار و آب السوريين جيش الأبطال يبقى , و حكومات تفشل في إبقاء ما يمكن أن يبقى, و حركات تعلن عن نفسها بالتحريض , و معارضات استعراضية تهاجم التطبيع بينما التطبيع يتبوَّل من شفاه الناطقين بعناوينها في ساحات محاربته بالشيزوفرينيا و الاستغباء و الاستحمار و الاستزلام معارضات من حمقى التضليل لا من أسواق و مزادات الفضل و التفضيل , و إعلام لم يجد أكثر من ملتقطي ميكروفوناته لترويج الضياع و التضييع , و مخابرات لا تعدّ و لا تحصى لا نرى أكثر من ظهورٍ حملت سياطها منحنيةً لعاصفة الواقع و منتظرةً عاصفة واقعٍ مدمِّرٍ جديد كي تنتقم بالتدمير لتزيل ما خلَّفه من حقدٍ في باطنها لم يداعبه ظاهرها بقدر ما أجَّجه أكثر و أكثر , و أحزابٌ تقبض أزلامها ثمن ترشيح مصفِّقيها على المنابر و في المجالس التصفيقية الكاراكوزية , فهل بعد كلِّ هذا ستقوم عشرية آب بدلاً من عشرية النار و عشرية التضليل الجديدة بدلاً من عشرية الحكومات الرشيدة ربَّما يوماً نجد جواباً بالأفعال لا بالأقوال من خلال القرارات و الدساتير السديدة ؟!........
الأرض الطيبة هي وطنٌ ممتلئ و الأرض السيئة هي لا وطن فارغ , فهل تنقص سورية حركات طابورية استعراضية يتلقّفها الأعداء الشخصيون لرئيس الجمهورية بعد رؤيتهم سورية من باب الحقد عليه لا من باب وطنٍ يمكنهم الحنوّ عليه , و سيدفع الشعب البسيط للأسف من جديد أثمان استعراض كاراكوزاتها على مسرح الأوامر المشبوهة و الديمقراطيات الملوَّثة و المعارضات المدنَّسة و الحكومات التجارية المنافقة الفاسدة المكدَّسة , و الطبقية التي باتت مشرعنة مقدَّسة بشكلٍ فاضحٍ لا لبس فيه في دولةٍ اشتراكية مزجت أسواقها الاقتصادية بأسواقها الاجتماعية لكن الدعم تلاشى عن اجتماعيتها و جماعيتها فباتت فوق رأسمالية بكثير , و هل ستملأ هذه الحركات لا وطناً فارغاً أم ستفرِّغ وطناً ممتلئاً أم ستعيد خارطة الشحناء و البغضاء وسط شعوبٍ بسيطة منهكة متعبة تكاد تتلاشى في بؤرٍ تحت الجحيم بكثير , يبقى الجواب رهن وعيٍ ما زال يراهن عليه الرئيس الأسد رغم كلِّ الانغماس الذي مرَّ في خرائط اللاوعي الحاقد؟!.......
في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية حلفاؤنا متعبون و مستغلّون , و أعداؤنا حاقدون كارهون , و جسدنا إذا اشتكى منه عضو لا تتداعى له بقية و سائر الأعضاء بالسهر و الحمى لأنَّنا لا مثل المؤمنين و لا مثل الكافرين و لا مثل أنفسنا في قتل أنفسنا إلى يوم الدين , فهل يجد عبّاس بن فرناس ذيلاً ما زال واعياً كي يحمي سقوطنا المواطناتيّ بالصمود و التمكين أو صمودنا المعاناتيّ بالسقوط و التأبين , و عاشت سورية حرَّة صامدة أبية بلا أحقادٍ و بلا أسراب خيانة و تخوين !.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
الجمعة 11\8\2023
الساعة 18.30