كتب ياسين الرزوق زيوس : جحيم أخضر و نعيم أحمر توزِّعهما روسيا و أميركا و الصين ما بين سورية و أوكرانيا و بقية القارات الجائعة !

هناك كاتب لبناني يمكننا تسميته " جوع أبي صعب" أو "جوع أبي سهل" يتحدَّث بلسانه العربي و بغريزته الغربية غير العربية  الحاقدة على سورية من أصغر فرد في ربوعها أو في جحيمها الذي صنعوه   إلى رأس هرمها السياسي الحالي  , و يقول أنَّ ساعة الحسم تقترب فيها على هواه ! , و ما يضيرك هو تلقُّف الحاقدين السوريين لكلّ كلمة  انطلاقاً من أحلام يقظتهم و من أوهامهم و من  سطحيتهم البعيدة عن أيّ تأويل منطقي يشبع تطلعات بعض المثقفين الحقيقيين إنْ لم نقل كلَّهم أو عمومهم كي لا نعمِّم لغة المسطَّحات الفارغة في عقول تحتاج من يتعمَّق فيها بعيداً عن تعمية السطوح و الشطآن   , و بعيداً عن دغدغة أوجاع  و تضليل  قطعان الشعوب البسيطة التي تنطلق من تهييج أو تثبيت غرائزها بعد التلاعب برأيها ما بين زرع الانقياد الأعمى في لا وعيها وصولاً إلى تقييد وعيها و تسييره معصوب العقل و العيون على أنَّ تلك الساعة  تعني نهاية نظام سورية السياسي بتدخّل أميركي و بأقدام مزروعة في المنطقة على هيئة رؤساء و أمراء و ملوك ينتسبون كما نسمع إلى أمّةٍ عربية  يطيحون بها إذا لم تجاريهم و يحسبون أفراد شعوبها فئران تجارب حصارهم و تجويعهم من أجل تركيع الأنظمة السياسية و حملها كي تقلب مواقفها على أمزجتهم و هواهم  و على مزاج و هوى ماما أميركا التي رمتهم كأقدام رئاسية ملكية أميرية , علَّهم يستميلون من بقي في  معسكر المحاصَرين بالجوع دون أن يبيع عقله بلقمة ذلّ و دون أن يبيع وطنه بشربة كرامة إنسانيةٍ  مسمومة , و كأنَّ المصالح الدولية ستتطرَّق لنباح الصغار و لعواء و لطم الأغبياء المشبعين بالفراغ الروحي و العقائدي و الوطني  و السياسيّ و الإعلامي و الاقتصادي و التحليليّ و الاستشرافي و الاستنباطيّ و العسكري , و حتى اللغة الساخرة التي يظنون أنَّها ساخرة مقيتة و لا تصل الكاريزما الغبية خاصتهم إليها فالأولى بهم تسجيل دورات في حضن فيصل القاسم و في لحيته المزروعة لنموّ أمثالهم  !.......  


لم أرَ تحليلاً أكثر حمقاً من تحليل اللبناني "جورج أبي صعب " أو  "جوع أبي صعب " أو "جوع أبي سهل " و هو يقول أنَّ روسيا بتوجيه فاغنر إلى حدود بولندا إنَّما تبرهن على خسارتها في أوكرانيا , كما يتحفنا أيضاً هذا الجوع  الكافر بأنَّ روسيا تزاحم فرنسا و أميركا في أفريقيا لأنَّها خسرت فعلاً في سورية , فهل رأيتم أشدَّ بعثرةً و تشتّتاً من هكذا تحاليل أقل ما يمكن وصفها بالحمقاء و أشد ما يمكن توصيفها بالخبث و الدهاء المنطلق من التلاعب بوعي الجماهير السورية من خلال تغييبها بزرع أحقادٍ لا يريدونها أن تنتهي في اللاوعي الذي تبرمجه وسائل الإعلام الغربية و  أيادي الحصار و التجويع و الفساد و الكيدية , و لا ننسى تلك الأيادي  المبرمجة وفق أجندات تريد التلاعب الطائفي و الضرب على هذا الوتر الحسَّاس من خلال الإصرار و التكرار للمغرضين الحاقدين على أنَّ رئيس سورية من طائفةٍ تعلو و تتعالى على بقية الطوائف ناسين أنَّه رئيس جمهورية سورية متعدّدة المصالح و متداخلة المحاور و الاتجاهات   و ليس رئيس طائفة حصرية بل متناسين ذلك عمداً للتلاعب باللاوعي من خلال التكرار إثر التكرار على مبدأ "اكذب اكذب  حتى يحسب الآخرون أكاذيبك أمّ الحقائق" , و إعلامنا الرسميّ  بكلّ أسف لا يقدر على ترسيخ وعي ثابت للجماهير حتَّى يتحكَّم باللاوعي المسروق منها  ؟!.......

رالف إبرسون تحدَّث منذ القدم عن النظام العالمي الجديد لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ترسمه من جديد روسيا و الصين ليكون متمرِّداً  متعدِّد الأقطاب خارج إرادة  السلطة العالمية العليا المتحكمة كي نستبشر بزوالها لصالح سلطة جديدة أكثر عدلاً و توازناً  أم أنَّ روسيا و الصين و سواهما ما هي إلَّا أذرع جديدة لتنويع مناطق و أشكال نفوذ هذه السلطة العليا المتحكِّمة و لتغيير نمطيتها  , و في كلتا الحالتين كيف يتحدَّث الحمقى عن قرب نهاية الحقبة السياسية للرئيس الأسد متعامين عن كلّ هذا , و الأنكى من ذلك أنَّهم يعرفون ضمناً و نار الحقد التي يريدونها أن تدمِّر سورية و شعبها أكثر  تأكل أحشاءهم  أنَّ سيناريو صدَّام حسين و القذافي و  صالح لن يتكرَّر في سورية تحت أيّ مسمى , و أنَّ لغة التهييج الممنهج المدروس بالتوازي مع ضغط أميركيّ غربيّ غير مسبوق على الاقتصاد المنهك و على الشعب الذي تخطَّى كلّ حواف التجويع المبالغ بتمديده جدَّاً من قبل هؤلاء  لن تفيد إلَّا صنَّاع سيناريوهات الجوع و اللعب على الأزمات لصالح هذا  التجويع الأكبر و أنَّ الفراغ داخلهم لن يملأه كلّ هذا الندب و اللطم و النباح و العواء ؟!.......

في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية ليست لدينا حكومات ملائكية منبثقة عن توازن عالمي عادل , و سراب  العدالة الكونية لن يفرض نفسه لأنَّ ما  نعيشه هو مظهر توازن كونيّ يرمي بقع نعيمه و جحيمه ما بين قويٍّ و ضعيف , و للأسف باتت لدينا في سورية سيناريوهات الحلقة الأضعف , فهل يأتي عبَّاس بن فرناس ليعيش أفراحه و أتراحه على ذيلٍ و منسفْ أم أنَّ السقوط أعمى ما تبَّقى من وعيه في هذا الدهاء الحاقد  المترفْ  و الغباء السائد الأعنفْ ؟!.......

بقلم 
الكاتب المهندس الشاعر 
ياسين الرزوق زيوس 
روسيا موسكو 
الأحد 6\8\2023
الساعة السادسة صباحاً



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

كيف تقيم استجابة الحكومة الأمريكية في التعامل مع أزمات صحية مثل جائحة كوفيد-19؟