الشعوب التي لا تضع يدها على زند الحقيقة لن تنقذها طلقات الكذب و النفاق على جبين الجوع و التجويع و على عيون و نحور الفساد و التخوين !.......
التاريخ المزدوج للبعض الباحث عن شو إعلامي لن يجعل الغرب الحاقد يميل بكفته باتجاه تحسين كفّة الاقتصاد السوريّ لأنّ التاريخ الاستعماريّ لن يأتي برؤوس باردة غير حامية , و إنَّما سيأتي برؤوسٍ ساخنة جداً إلى حدِّ تذويب العقول و تلاشيها لا همَّ لها إلَّا الانهيار الممنهج و المدروس و المتتالي بكلّ الطرق المتاحة و الثورات الملونة , و نتذكر هنا مقولة علي شريعتي "لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام " , لكن بعد أن بات الظلام من أشدّ درجات الظلم في سورية نخشى أن يلتقط اليأس فأس الحقد من جديد ليضرب جمجمة الوطن العاجز عن إشباع أبنائه بعد أن أصابوا جسده بالوهن و الضعف فبات مثقلاً بانتظار تحوّلاتٍ كبرى لا يبدو أنَّها تطبخ على نارٍ ساخنةٍ جدَّاً تنذر باتفاقات عاجلة , و مع هذا لا نبرِّر لحكومةٍ و لمستشارين في القصور يفتتحون مطاعم فوق خيالية أن ينادوا بالصمود في اتجاه اللاشيء و هم يبذخون و يترفون في كلّ شيء !.......
أنا لا أقول أنَّ حكومتنا حكومة ملائكة و حتَّى أنَّ رئيس الجمهورية السورية جمهوريتنا المثقلة بتشويه الفضائل و بالحصار الجائر لم يقل أنَّ حكومته تخرج عن مسار البشر , و لا أبرِّر التقصير إثر التقصير و تكلَّمت ضمن مقالات كثيرة في هذا الاتجاه و نؤكِّد من هنا أنَّ الأزمات التي يريدون من خلالها تبرير عدم الإنجاز لا يجب أن تكون مبرِّراً فاضحاً لتغوّل الفساد و الفاسدين !.......
التصرفات الحزبية و الإعلام الحزبي الرسميّ نفسه يقود السطحية فلا يجب أن نعتب على عوامٍ يصفِّقون للسطحية حيث باتت هذه السطحية في الخطابات و غير الخطابات مجال مزايدةٍ من أجل تلميع وجوهٍ مبيضة أو مسودة لا تنطلق من الوعي الذي لا يدغدغ مشاعر العوام المسطَّحين و المخدَّرين إلى حدّ تصفيقهم لمن يدغدغ ألامهم و آمالهم و أحلام يقظتهم بعيداً عن أيّ واقعٍ و عن أيّ منطقٍ لا تريد ماما أميركا و أقدامها الغربية المرمية على هيئة رؤساء و عملاء ووجهاء و نبلاء و مرتزقة وضوحه و رؤيته !.......
نحن في مراحل فاصلة بات الإخفاق سيدها الأول , لكن لن نبيع فسحة الأمل و لن نمارس التنظير و الأكاذيب بتخيّل جمهوريات الصمود بسقفٍ بلا أعمدة و برأسٍ بلا جسد , و من هنا على الحكومات أن تتماهى مع الظروف الدولية كما يتماهى الغصن مع الريح كي لا ننكسر أكثر فعندما ننحني للعاصفة فإنَّما نحن نهيِّئ لعاصفةٍ أكبر من الحلول المنطقية , لكن إذا ما بقي شعارنا جمهرة اللاشيء لن نربح أيّ شيء !.......
نتمنى أن تلعب حكومات منطقية في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية أوراق القوة كما يجب كي ينصاع لنا الحليف قبل العدوّ لأداء جزء صغير من واجباته على وطننا الذي حمى رأسه و خاصرته و ما ذلك على الأوطان و عشّاقها ببعيد !
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
الثلاثاء 1\8\2023
الساعة التاسعة و الثلث صباحاً