كتب ياسين الرزوق زيوس: هل يطيح الدولار بقرار سورية أم تعمل حكومة سورية على تثبيت تاج الانهيار بعرش الدولار ؟!

من جديد كلّ من يعتقد أنَّه بالوهم و الحقد سينجح في بيع الناس حقائق تغيير لن تكون واقعية لا على مقاس ترجمان أوهامه و لا على مقاس  صانعي ترجمان الحقيقة البعيدة عن أوهامه لأنَّ الأسد رئيس جمهورية منتخب بغض النظر عن طبيعة و طريقة و قوة أو ضعف هذه الانتخابات , و يعرف جوّ المزايدات و المساومات الدولية سواء أحببناه أم لم نحبّه , لكنّ ما يجول في الغرف و المطابخ الدولية يؤكِّد أن الأسد ليس من فرسان هيكل الأوهام الذي يرسمه هؤلاء و يبيعون رؤوس القطعان البشرية به في الليل والنهار لا لأنَّ الأسد يقود السياسات الداخلية باقتدار أو عدم اقتدار , و إنَّما لأنَّه يعرف أنَّ الخارج كنظام عالمي هو نتاج معادلةٍ صعبة فرضتها حروب عالمية و ما سيؤول إليه هذا الخارج ينطلق من نفس المنحى اللا سلميّ , و تجربة صدَّام حسين لا مجال لتكرارها في سورية مهما أسقطت أميركا و أقدامها المرمية في الغرب على هيئة رؤساء الوضع الداخلي في هذا الوطن المنهك إلى حدِّ الجحيم الذي يفوق عالم ما تحت الانهيار و الأنقاض بكثير !.......



القرار 2254 لن يكون وهماً جوَّالاً على المنابر الحمقاء , و إذا ما أراد الأسد التغيير فلن يخرج على صوت أبواق عديمي الفكر و فاقدي القرار ,  و لن تكون للحمير في المعارضات الخرقاء بوَّابة  جديدة مفتوحةً بسهولة  لتدمير سورية أكثر , لأنَّ ما يفعله الفريق الحكوميّ الخدميّ  و الإعلامي و الاقتصادي و الثقافي و الفكري و التعليمي و الحزبي  المحيط بالرئيس الأسد كما نرى من باب نظرة الحرص على سورية ليس مؤهَّلاً حتى لحمل الأسفار و الأمانات التي أبت الحمير و الجبال حملها , فما تعانيه الليرة السورية من انهيار أمام الدولار  فاق خلال أيام قليلة كلّ سنوات الحرب الطويلة الوجودية على سورية يؤكِّد أنّ حسن النية (في التعامل مع فريق حكوميّ يتبع سياسة "إنَّما الأعمال بالنيات" في جوٍّ دوليٍّ غربي حاقد بقيادة ماما أميركا يريد تدمير سورية و شعبها ذاتياً بأيادٍ عربية تمتد طويلاً لتعطي أوكرانيا ملايين الدولارات و باكستان ودائع دولارية مليارية بينما تمطر تركيا بمليارات الدولارات الاستثمارية لكنها تريد تركيع سورية و شعبها لفرض فكرة إعادة الإعمار بل يمكننا القول  لمحاولة فرض فرمتة و إعادة تنصيب السياسة السورية على هوى مرادها أو مراد مطلقيها  بعد الاستمرار في انهيار الوضع الحكومي  الهش أمام المؤامرات الكثيرة التي نتحدَّث عنها كمحور و لا نقدر على الاستمرار في الوقوف أمامها من خلال التحصين الداخليّ غير الوليد في أرحام حكوماتنا المتتالية العذراء)  ليس في محلّه ,

 و أنَّ ما يجري من نجاح في تشويه سورية إعلامياً و تدميرها اقتصادياً و تمزيق جسدها إلى كيانات يعصف بكلّ النجاحات العسكرية على صعيد الجيش السوري و يجعلها هباءً منثوراً في نظر من تعمل أميركا على تغيير مزاجهم و تسعى إلى تأليبهم على رئيس الدولة و الوطن هذا إذا ما اتفقنا على أنَّ الفريق الحكومي  الخدمي  و الاقتصادي و الإعلامي المحيط بالرئيس الأسد ليس مؤهَّلاً حتَّى لقيادة معالم انهياره و تلافيف عقله الخالي من المبادرات و قهر المساومات و تغليب الخيارات الأقل سوءاً فما يجري في سورية ليس طبيعياً و يستحق أكثر من حلّ حكوماتٍ عاجزة بكثير !.......
تتلاشى دورة الاقتصاد التي أوصى بها الرئيس الأسد من خلال أحد خطاباته في البرلمان الذي يفهم حملة أقلامه في فنون  التصفيق و لا يعي أعضاؤه الكاراكوزيون لغة التطبيق التي تعارض انقيادهم و تبعية مصالحهم الضيقة ,  و يتحفنا الفريق الاقتصادي بما هو فشل ارتجالي أكبر من ارتجال كلّ الفشل الإعلامي المحيط بالأزمة التي يريدون منها إسقاط كلّ هالة و كلّ قداسة عن رموز سورية و معانيها و تعاريفها كدولة و كموقع و كمحور على خرائط الزمان و المكان !.......

إذا كان تعويم الليرة السورية كما  إدارة الملف المالي بالعجز مباحاً أمام من  يستسهلون الانهيار من فريق حكومي مالي ليس على قدر الحرب المخاضة لإخضاع سورية , هذا إذا ما افترضنا معه حسن النية و عدم حمل أجندات معدَّة من الخارج مسبقاً يخوض هو في تنفيذها على أعلى سلطة صرف مركزية في سورية , فعلى راتب العامل و الموظف الحكومي الشهري  أن يصبح ملايين الليرات لا مئة ألف ليرة لم تعد تساوي 7 دولارات لا تكفي حتى ليوم واحد في يد طفل من أطفال غزة هذا إذا لم نقل في تجربة إطعام فأر واحد من فئران أميركا على صعيد العالم أجمع  ! .......

في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية لا بدَّ و أن يحاط رئيس الجمهورية بفريق فكري اقتصادي إعلامي قادر على تثبيت الانهيار إذا لم نقل أنه سيقلب الأمور رأساً على عقب لمنع تعاريف التلاشي لا أن يحاط بفريق يريد تكريس الانهيار و ضرب هالة ما تبقَّى من قدرةٍ على تثبيت هذا  الانهيار, فهل يطيح عبَّاس بن فرناس بذيله البديع كي يشتري ذيلاً يوقف بوادر العتمة الدائمة و  السقوط المريع ؟!.......


بقلم 
الكاتب المهندس الشاعر 
ياسين الرزوق زيوس 
روسيا موسكو 
الأحد 23\7\2023 
الساعة 14.20



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

كيف تقيم استجابة الحكومة الأمريكية في التعامل مع أزمات صحية مثل جائحة كوفيد-19؟