تعصف التدخلات الغربية بالعالم و ينجح أردوغان ثعلب الإخوان المسلمين في انتزاع نتائج النيوعثمانية من قلب الأسد لا لأنَّه بطل الديمقراطية و إنَّما لأنَّه بطل إكمال آخر الحلقات في التمثيلية , و سيفرح له كثيرون أمثال المدعو فيصل القاسم و أمثال المعنون بعناوينه نضال معلوف لكنَّهم سيفرحون أكثر بغيظهم و أحقادهم عندما يلتقي بالرئيس الأسد زائراً الأمويّ كتاجرٍ يحسن التنازلات لا كسلطانٍ يهوى المزارات ما بين بغداد و طهران و دمشق و القاهرة و الرياض , كما و لا يمكننا إغفال أنّ لاعب الشطرنج بوتين رئيس أكبر اتحادٍ في العالم أجمع لن يضحيّ بالسلطان الكاراكوز و بالكاراكوز السلطان الذي يضعه ملكاً متحرِّكاً على رقعته كي لا تعمل أميركا و الغرب على كشّ مصالحه أكثر من أمامها , خاصة و أنّ الكثيرين لم يعودوا قادرين على التمييز بين حرب الأخطاء و حرب الاستنزاف في سابقة جيوسياسية لن تدع روسيا تمرّ ما لم تضرب بنيان أعدائها في الرؤوس لا في الأذناب , لأنَّ أكبر خطأ استراتيجي ارتكبته روسيا قيادة و جيشاً هو الانسحاب الطوعي من كييف الانسحاب الذي جعل ولايات العم سام تستقوي و تتجرَّأ عليها بأقدامها المرمية على هيئة رؤساء و دول مجاورة للكيان الروسي بل في صميم حدوده و جغرافيته فهل تتدارك روسيا هذا الخطأ القاتل خاصة و أنَّ الاستقواء و التجرؤ على روسيا لم يعد مجرد حكايةٍ من حكايا ألف ليلة و ليلة حيث أنَّ بيلغورود صارت على خطِّ النار كما أنَّ حرب المسيَّرات تخطت كلّ المحاور الحمراء فضربت موسكو و ضربت أعزّ ما فيها من بنيانٍ محصَّن ألا و هو الكرملين ؟!.......
ذات حقيقة يمرّ طريق الحلفاء الوعر على الخطوط الساخنة الهادفة إلى إضعاف و تشتيت روسيا انطلاقاً من أنّ الفيل الجمهوري و الحمار الديمقراطي متحالفان على دعم أوكرانيا عاهرة الناتو في مواجهة الدبّ الروسيّ في أصعب سفاح عاهرات تعيشه الدولة و يعيشه الشعب بينما تعيش سلطات كييف النازية أمتع سفاح لن يجعلها تتلاشى بالمبادئ المتضارَب عليها على الساحات الدولية من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب , و ما يضحكنا بقدر ما يؤلمنا أنَّ البعض يريد ربط مآسي الشعب السوريّ كلّها بوجود رئيس سورية الدكتور بشَّار الأسد ناسين أنَّ دسّ السمّمّ في العسل لن يجعل تلك المآسي في طريق الانفراج بقدر ما سيعجّل بالنهاية المقرونة بذاك السفاح الكاراكوزيّ العالميّ !.......
هناك مثل روسي يقول "الخوف يجعل الحمار أسرع من الحصان !" و نحن نزيد عليه لنقول "الخوف يجعل الغبيّ في مرتبة العباقرة خاصة إذا كانت خلفه أفواج من الخبثاء !" , و لعلّ سلطات كييف جمعت بين سرعة الخوف و خبث الحاقدين لتخوض معركة ظنونها في هزيمة روسيا بدعمٍ من الناتو "حلف الخبثاء الحاقدين ناشري الجوع في البقع التي لا تقبّل عصا الطاعة كما يجب !" لنبقى متسائلين هل ستعوّض روسيا الخطأ الاستراتيجي القاتل المتمثّل في الانسحاب من كييف طواعية بعد عقودٍ من مصادقة الضباع و الذئاب المتأهبة لكنّ ما تبعها من التخلي عن فأس كييف عزَّز نقاط الضعف على حساب نقاط القوّة , و إذا ما تكاثرت الضباع و الذئاب على دبٍّ عظيم ستغدو معركة المصير مجبولةً بالقدرة على ضبط النزيف النووي الكبير !.......
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية تخوض الدبلوماسية معركة المصير ما بين مطرقة التجويع و العقوبات و سندان الفساد و العصابات متسائلة ًهل سيبقى عبَّاس بن فرناس قتيل ذيله المفقود أم أنَّه سيمضي من جديد بفينيق قيامته الموعود ما بين ليلٍ يسود و نهارٍ ما زال غير مولود , و نحن على أهبة الاستعداد ما بين جسدٍ منهك و رأسٍ صامدٍ محمود !.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
الأحد 4\6\2023
الساعة 14.30