كان أبي يعلّمني في حضنه قائلاً: أنّ الله هو القاضي الأكبر في هذا الكون. إذا أبرق لك يوماً بلحظه وبدور كبير كبير، فلا تتردّد يا بني، بل إعقل وتوكّل وادمغ صلاحك واسعاً كما هذا السهل وكما جبل حرمون هناك والناس من حولك. وإيّاك التمييزبين مظلوم وآخر أو بين ظالمٍ وآخر.
هذا لبناننا / لبنانكم قضوا عليه!!!
إقبضوا عليهم ...على أحدهم... هو لبنانكم يصرخ بكم ولكم ولا يعنيه سوى مباركتهم في مواسم الأضحى المبارك والفصح المجيد. العيد الأكبر الذي يتجاوز كلّ الأعياد هو سلامي باسم لبنان واللبنانيين إلى قضاة لبنان صارخين فيكم وبكم ولكم باسم القضاء والقدربأننا ننتظركم جميعاً.
أنتم العلامة الفارقة النائمة فوق جبين لبنان المحطّم وفوق السفراء والموفدين وقضاة العالم ووزراء خارجياته، وأنتم فوق الحبر وفوق الأصوات والصحافة وفوق المظاهرات وفوق المواقف المتعفّنة المكشوفة كلّها والتي تدفعنا جميعاً إلى أن نسلخ عن الجدران الرسمية وحتى عن المحاكم وغرف العدليات صور كلّ من سبقوكم أوسبقوكن في مراتب القضاء إلى التقاعد أو إلى الهجرة منتظرين كلّنا لحظة سوق فاسد من فصائل الهولاكويين من الطوائف كلّها بعد تسطير التهم التي صار يحفظها حتى أطفال لبنان عن ظهر قلب. نعم سوقهم نحو السجون بعد فتح ملفاتهم وتعريتهم أمام إعلام الدنيا وتحت شموسها.
هذا لبنان أيها الريّاس...
لبنان ... يا وادي المقهورين. كم حمل حرف النون هذا لعنة لشعوبنا وأجدادنا لربّما قبل لبنان الكبير بكثييييير. من هيروشيما اليابان إلى فلسطين والأردن ولبنان والسودان إلى أفغانستان وإيران و"اليمنان"...حرف النون ذاك الوادي السحيق الذي لم يشبع بعد من الكوارث والصراعات الطائفية والمذهبية المتشبثة ب لبنان.
كان هولاكو وأشقاؤه، يعيدوننا إلى نقطة الصفر ماحين كلّ شيء. أعادونا إلى فيء قصبةٍ يابسة والى الجوع والعطش والذل والفقر والإستعطاء ، إلى الينابيع الأولى أعني أرحام أمهاتنا وحيوانات آبائنا المنوية، أعادونا إلى البياض الكبير والموت والإنتحار والقتل الكثير قبل أن تظهر الكتابة والإحتجاجات والحركات والثورات وبعدها حيث لا تتجاوز قيمة الكتابة والأوراق النظيفة فوط المحارم الورقية أو القطنية تمسح بها دموعنا وأنوفنا وأمراضنا المتدفّقة بالقيح على أبواب المستشفيات وديكتاتورية بقايا الطب والأطباء والمختبرات والصيدليات.
وبمواساة كوارثنا، أعادنا هولاكو ويعيدنا إلى الوعر والتسمّر أمام المثقفين والشعراء والكتبة والصحافيين عفواً الإعلاميين بلحاهم الوحدوية التقسيمية تسيل منها أكوام الدولارات الفريش و"الثقافات" والمواقف المتناقضة الطائفية المسخ وتسقط من جيوبهم أوراق خضراء يدوسونها من دون اهتمام حيث الكلمة هنا بدولار. لحاهم تراها مقسّمة مثل اليمن وكوريا وفيتنام إلى شمالية وجنوبية وشرقية وغربية و8 و14 و17 و6 و1975 و 1988. الشاشات حافلة بأفلام ومسلسلات الخايانات غير مقسّمة لا شرقية ولا غربية لا مسيحية ولا إسلامية لا مارونية ولا أرتوذكسية. إنّهم وحدويّون في التدمير الغميق حتى الجذور وكأنهم أحفاد هنري كيسنجر في خلع الأنظمة والأوطان من جذورها. أتذكرونه ذاك النبيه الأبدي؟
لم ينزع شعرة واحدة من وجهه، بينما تجد واحداً وقد شذّب لحيته على شكل أرزة تذكيراً بثورة الأرز التي تفتّحت ربيعاً عربيّاً دمّر الحجر والبشر والشجر. وتجد واحداً وقد شذّب لحيته على شكل شتلة تبغ أو زيتونة وثالث يحفّها مثل خارطة لبنان، ورابع مثل جزيرة قبرص اليونانية وآخر التركيّة، وتجد خامساً يدوّرها تماماً كما الكرة الأرضيّة، بما فيها أصقاع سيبيريا حيث يتلاكم بوتين وبايدن وقبله ترامب وباراك نعم باراك حسين أوباما.
المهمّ في فصل اللحى، الكلام في الشعر بفتح الشين لا الشعر بكسرها. الأساس هو المال: إدفع تسمع. إدفع ننظّف سجلك ولسانك وسيرتك. إدفع وإلاّ سترانا عند خصمك