لم أكن في رواية "بوَّابة ماندلباوم" أبحث عن حاجز جيوشٍ عربية تتلاشى أمام زحف الاستيطان مذ اختلطت النكبات بالنكسات و صار دم العربيّ أرخص من قدح شمبانيا يتسامر به قادة الدم في المجالس الأممية العالمية , و لم أكن في تلك الرواية دون كيشوت الذي يخترع طواحين استيطانية لكن ليس من أجل محاربتها على أنَّها مراكز شيطانية و إنَّما من أجل الحرب معها على أنَّها معابد ملائكية لا همَّ لها إلَّا تثبيت الفضيلة و الترويج لها , بينما يتم تصوير أصحاب الأرض و الحقّ على أنَّهم أعداء أنفسهم و أعداء البشرية جمعاء مذ ولدت السامية و مذ أصبحت معاداتها أعظم ذنبٍ هولوكوستيّ يرتكبه مواطنٌ أضاع هويته بعدم الاعتراف بالهولوكوست و أضاع هوية الصهيونية بعدم تثبيت دماء ضحاياها المزعومين على حائط المبكى المحدَّث عنه في كتب التزييف و مؤتمرات و قوانين و تشريعات المزيِّفين الأوائل ليس ابتداءً بمؤتمر بازل اللا أمني و ليس انتهاء بمؤتمر العقبة الأمني !.......
لا أدري هل بمقدور إيران بغض النظر عن عقيدة حكّامها الاثني عشرية و حزب الله بغض النظر عن ولاء قادته على قاعدة الولايات الفقهية , و هل بمقدور المذاهب المقاومة بالحنفية و الحنبلية و المالكية و الشافعية و الجعفرية و السلفية و الوهابية و الإخونجية و اليسوعية تحت لواء الحكومات العربية المشغولة بتنمية القمع لا الردع خلع البوَّابات المتكاثرة بحيث أنَّها أصبحت أكثر من ليمون فلسطين و المنتشرة كالنار في الهشيم حتَّى أنَّها باتت أسرع بكثير من حروف التنديد و أسخن بكثير من نيران قهر التبريد الساري في مزاعم التهدئة و مفاعيل افتراض استمرارها المتداعي بالقتل و التشريد رغم كلّ مزايا التهديد المقاوم و الوعيد ؟!.......
ما يجري داخل أروقة الكيان الصهيوني الإسرائيلي من بنيامين نتن ياهو و من القوى المضادة ربَّما هو مسلسل حراك نشط
أبطاله الكومبارس الإسرائيلي اليساري المتظاهر في شوارع تل أبيب و أورشليم بأكمله, لكن هل يقترب هذا الحراك من توراة النهاية أم أن للتوراة نهايات تدفن الصهيونية الهولوكوستية و الهولوكوست الصهيونية من جميع البوَّابات على خارطة الإنجيل و كلّ مساحات الزبور و القرآن خاصة و أنَّ نتن ياهو حذَّر أميركا من التدخل في الشؤون الوطنية الإسرائيلية , و إلَّا لجأ إلى سياسة تنشيط الشارع اليميني مقابل الشارع اليساري , و كما قال أحد رؤساء إسرائيل بأنَّ الحرب الأهلية قريبة منها و ليست ببعيدة عنها ؟!.......
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الشعب الماضي في معاناته ينظر بعين العقيدة و اللا عقيدة إلى نهايات حميدة في كلّ المصاحف الفريدة فهل يدرك عبَّاس بن فرناس كيف يتلاشى ذيل مواطن جائع ما بين تغريدة و تغريدة عساه يعرف فنّ الإدارة العتيدة ما بين مسؤولٍ كاذب و راكب منصبٍ سرق حظوظ النهايات الساقطة السعيدة ؟!
و لله في خلقه حكَّام أوهامٍ و سقطاتٍ مجيدة !.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
الاثنين 27\3\2023