إذا كانت كلفة اغتيال أيّ رئيس في العالم أقلّ من كلفة وجوده فسيتم اغتياله , و هذا ما حصل بالفعل مع صدَّام حسين و مع القذّافي و مع علي عبد الله صالح و مع رئيس أميركا الأسبق جون كينيدي و مع أنور السادات و مع إسحاق رابين و مع .... و مع ...... و مع........إلخ !.
أمَّا إذا كانت كلفة اغتيال أيّ رئيس في العالم أكبر من كلفة وجوده فمن المستحيل إسقاط نظامه السياسي أو اغتياله أو تغييره !.......
يتوهّم الكثير من الإعلاميين أو المتحذلقين أو الذين تعبث بهم أوهامهم في الوعي و اللاوعي بأنَّ كرسيّ الرئاسة في سورية سيكون محلّ قواعد وضعتها النواميس المتعاقبة كدوام الحال من المحال و كجملة شهيرة بالمصطلح الشعبي و اللغوي "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك !" , و لا أحد يستطيع أن يكون ضدَّ هذه القواعد ولا حتى الرئيس الأسد نفسه فهو قد تلقَّى دعوات لا تحصى من أجل أن يتنحَّى من قوى عالمية شرّيرة تسمّينا محور الشرّ ضدَّ قوى تحالفاته الدولية , و دوماً الجواب يمكننا استحضاره في كلّ لحظة من خطاب الرئيس نفسه بأنَّ تغيير الأنظمة ليس صرعة أو موضة بمعنى التشابك المعقَّد مع المنظومات الدولية المتناحرة في القلب و المتفقة في القواعد و السقوف , و بأنّ رئيس دولة مثل سورية ليس دميةً بيد أحد إذ أنَّه خلق في سورية و سيبقى فيها من الحياة إلى الممات دون أن يستطيع أيّ متآمر على خلخلة المنظومة الدولية أكثر من اللازم أن يخلخلها أكثر طالما أنَّ الإرادة الشعبية على قاعدة الانتماء الكامل و الجزئيّ في سورية بشكلها المنطلق من الأكثرية الجماهيرية و الأقلية المتجمهرة ما زالت كفتها الحسابية تميل معه , و حكماً لن يجعل هذه الكفة تتداعى لأنَّ تداعيها يعني تمزيق الوطن بشكل أشدّ و تجويع الشعب أكثر , و خلخلة المنظومة الدولية بشكل يضر بتوازنات تعريفها و تأويلها على كلّ الصعد و المناحي ممَّا لا يدع مجالاً للشك بأنَّ الحركة الدبلوماسية النشطة التي رافقت الرئيس الأسد في الأيام القليلة الماضية بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية و تركيا سواء في سلطنة عمان أو في روسيا الاتحادية أو في الإمارات العربية المتحدة بما تشمله هذه الحركة من أدق التفاصيل البروتوكولية ما هي إلَّا تعبير واضح عن ثبات توازن المنظومة الدولية المتشابكة على صعيد صراعاتها المستمرة في القلب النشط دوماً , و على الكلّ فهم هذه التعقيدات انطلاقاً من الاتفاق السعودي الإيراني المبدئي و ليس انتهاءً بالسعي الحثيث للتقارب السوري التركي المنتظر غير ناسين زيارات وزيري الخارجية الأردني و المصري إلى دمشق للقاء الرئيس الأسد فوق طاولة الإنسانية و تحت طاولة السياسة الدولية المتوازنة التي يرى رئيس الدولة ضرورة تفعيلها ثنائياً فيما بين الدول إذا لم تسمح المنظمات الجمعية التابعة للقوى التفريقية بجمعها ككلّ !.......
في مؤسَّسة القيامة السوريةّ الفينيقية بدأ الرئيس الأسد حملة الزمن القادم و حلم الوطن القادم ليس انطلاقاً من تمسّكه بكرسيّ الرئاسة , و إنَّما انطلاقاً من تعاريف الوطن و الوطنية في وجدان انتمائه المنطلق من مصالح الدولة بأرضها و شعبها و الذي يريد به الحكومة القوية ذات الكفة الراجحة من أجلهما لا من أجل مصالح سلطوية ضيِّقة لفاسدين مقامرين تقرِّبهما من الفناء و التلاشي , و على هذا قام عبَّاس بن فرناس يبحث عن ذيلٍ غابرٍ يزيل الصعوبات و المآسي !.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
الأربعاء 22\3\2023
22.00 الساعة