الأسد يحشد من موسكو و بوتين يبحث عن فينيق سورية بعد طول زلازل !... بقلم ياسين الرزوق زيوس / سوريا

في موسكو وصلتُ أنا إلى ميادينها التي زارها منذ أيام رئيس سورية جمهوريتنا الجميلة  الدكتور بشار الأسد لا لأتذكَّر ميادين حماة حيث جرت مظاهرات التغيير الأعمى العمياء , و لا لأعيد افتتاح مطعم ناش كراي الدمشقي على ضفاف لونا الشبل أو ضفاف نهر موسكفا , و لكن لأتابع ما يجري بدّقة على الصعيد العلمي و المجتمعي و الأدبي و الإعلامي و السياسي , وحكماً لن أتابع ما يجري حسب رؤية بثينة شعبان أو تقاطيع و معالم المهندسين هلال و عرنوس , و هكذا تذكَّرت دون كيشوت الذي يلعب فضيلة الطواحين السياسية التي لا يمكن لعبها في الحقيقة المثالية أو التزييف المثاليّ فكيف إذا كانت هذه  الحقيقة و كان هذا التزييف معاً في سلَّة فضيلة سياسية واحدة أو سلّة سياسة تفضيلية غير منسجمة مع تاريخ البدايات و لن تنسجم مع تأريخ النهايات ؟!.......



الواقعية السياسية لدى الرئيس الأسد مهما كانت ضرورية فنحن معه بالتأكيد بعدم تسليم سلال البيض الوازن إلى أحد دفعة واحدة  دون أن نأخذ ما يجعل قبَّاننا الوجوديّ و الحياتيّ ثقيلاً جدَّاً إلى حدِّ التعافي الاقتصاديّ و الاستثماريّ الذي يسعى إليه من خلال جميع مقابلاته الأخيرة في موسكو,  و التي سمعتها أنا شخصياً بدقة كقارئٍ متوازن غير منحاز بدافع مصالح شخصية مكتنزة بالجملة لدى البعض المحيط  و غير تابع بشكلِّ أعمى لكلّ التفاف أو انغماس غير مفهوم , و ما يعنيني هو ما يعني كلّ سوريّ على الخريطة الوطنية الشعبية و الشعبية الوطنية غير المرسومة بحبر فقدان الهوية و بقلم تضييع السمت و الانتماء الواحد الذي لا اختلاف عليه كأحدية و صمدية الله في الظاهر و الباطن في الدين و العلمانية في الإلحاد و الوثنية , لأنَّنا إذا لم نجتمع على الانتماء لن نوحِّد السمت في مواجهة أيَّة قوى طامعة و لن نجده أصلاً في استغلال التدخلّ الإيجابيّ للقوى الصديقة المخلصة و للقوى المخلصة لمصالحها الموجودة لدينا بالجملة قبل أن تتراكم لدى غيرنا بالمفرّق و الشتات !.......
مهما قالوا أنَّ هناك أشخاصاً بحدِّ أعينهم يُحسبون على روسيا أو إيران أو أميركا أو الصين أو تركيا العثمانية  فعلينا أنَّ نرى واقعية رئيس الدولة  الأسد الوطنية مهما تراكم العجز في هذي الدولة و المؤسّسات كتراكم النخر في الأسنان و السوس في الطحين , و واقعية رئيس الدولة الوطنية أكبر من أيّ شخص يضرب كلّ مفاهيم هذه الدولة لتقزيمها ناسياً أنّ العملاق لن يصبح قزماً مهما ضغطوه بالتشويه و التضييع , و عليه ستبقى سورية بيضة قبَّان الشرق الأوسط العربي مهما تتابعت على أحزانها الكثيرة أحزان جديدة !.......

شيطنة الرئيسين الأسد و بوتين حكماً ليست بريئة لكن هذا لا يعني زوال شياطين المحيط الضيّق الخفية مهما كانت الانتقائية و المعايير دقيقة في اختيار أشخاص هذا المحيط على أنّهم ملائكة فوق وطنيين أو عمداء مناورة مخضرمة بالوطنية لأنَّ الحكم على التجربة خير من ترك التجربة غارقة في مرور الكرام أو تضييع الكرام و تثبيت الشياطين بالفعل , و حكماً لملفّي سورية و أوكرانيا أن يعتقلا العالم برسم حدود جديدة بدلاً من قرارات محكمة جنائية دولية لم تعترف بها روسيا يوماً , و رأينا كيف قرَّر ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي في روسيا أن يمسح بها مؤخرته  البيضاء قبل أن يرميها في وجه العالم الأسود !.......

في مؤسَّسة القيامة السوريّة الفينيقية ما زال الرئيس الأسد يبحث عن وجه سورية من دون ندوب و حروق و لكن ليس بالتجميل المصطنع , و إنَّما بمحاولة إيجاد حلولٍ حقيقية يفشل تيار الحزب الحاكم في فهمها أو يدَّعي الفشل و لربَّما النجاح و تفشل الحكومة في فهم الفرق بين الفشل و النجاح و بين العجز و ترميم العجز , و على هذا وجد عبَّاس بن فرناس في موسكو ذيل حلمٍ لن يبقى تحت المداس !.......


بقلم 
الكاتب المهندس الشاعر 
ياسين الرزوق زيوس 
روسيا موسكو 
السبت 18\3\2023
قبل منتصف الليل



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل تعود الأمور لنصابها بين ترامب وزيلينسكي ؟