لم أكن في رواية "ميتتان لرجل واحد" أبحث عن وجه العبثية في حياتي الجدية أو وجه الجدية في حياتي العبثية لكنني فعلاً أشتهي أن يعيد التاريخ تشكيل موتي كما يجب , هذا إذا قدّر لي أن أشكّل بعضاً من زوايا التاريخ الهامشيّ البائس أو بعضاً من أبوابه الواسعة التي لم تفتح في وجهي بعد , و لكنني سأبقى مصراً على فتحها حتى لو بقيت في عمري ثانية واحدة لن أتخلّى فيها عن تشكيل حكاية الاستعداد العبثي أو عبثية الاستعداد فهل ترانا نتحلّى بمشيئة الاستعداد و إرادة التخلي عن هذا الاستعداد و كم يجب أن نفقد حتى نكسب جولة التشكيل المتحوّل دوماً في البدايات و النهايات ؟!, في الأزلية و الأبدية!.......
هل يمكننا القول بأنّ ما يجري بين روسيا و الناتو هو عبارة عن ميتتين لدولة إمبراطورية سوفييتية واحدة أم ما هو إلاّ مجموعة من عباءات الموت المرمية على أعدائها في ميدان الناتو الخبيث ؟!.......
و لعلَّ الحالة القائمة تمكِّننا من تشبيه الحرب ما بين روسيا و الناتو بمواجهة دموية بين دب قطبي لا شريك له و بين مجموعات لا تحصى من الضباع , و كما يبدو أنّ الحلّ الوحيد أمام الدب هو خلق بؤرة رمال متحركة تبتلع الضباع بالجملة , فهل يقدر هذا الدب على صناعة رماله الثلجية المتحركة أم أنّ الناتو قادر على إذابة الثلوج و تحويلها إلى سيل هادر من الانهيارات المتتالية لروسيا ؟!.......
الجواب ما زال صعباً فالضباع تزداد بشكل كبير لكن الدبّ ما زال متحصّنا بمقوّمات الجبروت و الصمود و الكفاح!.......
و لعلّ الفرق أيضاً بين رقصة السوخوي و ال(ف35) يشبه الفرق بين وقفة هذا الدب الروسي المكافح و بين سقطات الحمار الأميركي الديمقراطي و عثرات الفيل الأميركي الجمهوري!.......
لربّما يمكننا سؤال الجمعية الخيرية(!!!) للرعاية الاجتماعية(!!!) في حماة خاصة و في سورية عامة عن جولة الضباع هذه و هل مرضى الشلل الدماغي حجر عثرة أمام قوة تجّارها الحيتان حسب أبجديات المال حتّى تلغي عن بعضهم القليل أو الكثير ، النادر أو المستشري ، المساعدات الإنسانية بكلّ صفاقة مع أنّ سيدة سورية الأولى و سيّد سورية الأول هما على رأس رعاية هذه الفئة لكي يعزّزا صمودها و بقاءها في جولة الإرادة و اللا تلاشي!.......
في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية لم يعد هناك متّسع لميتة واحدة حتى نتحدث عن ميتتين ، و مع ذلك سيبقى الأمل العبثي عنوان استمرارنا في المعيشة العبثية أو العبثية المتفائلة رمز تقدّمنا في العبثية المعيشية مهما سقط عباس بن فرناس على أطلال الذيول و قام الفينيق يبكي جسد الرماد المشلول!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الأحد 22\1\2023
الساعة الثانية و العشرون