كتبت سامية فريد : لا عزاء للطيبات

يمكن فتيات هذا الجيل لم يعدن طيبات بما تحمله المعنى من أن الطيبه سذاجة وأحيانا هبل ، فلم يعد هناك اليوم من تلقب بالطيبة الساذجة...
لكن هناك كثيرات من أجيال قريبة كن طيبات ساذجات ، ولكنهن تغيرن ! نعم تغيرن بفعل غدر الزمان وصدمات الواقع ، فما ادراك من هن الطيبات وكيف يتحولن !



فالمرأة الطيبه شكلتها بعض الأشياء البسيطة ، أولها إنها لم تكن تدرك غير لونين أبيض وأسود ، قلبها بياضه ناصع ومازال فريش ، والكلمة لها معنى واحد وليس معنيين ، تصدق الصادق والكاذب معا إلى أن يثبت العكس ، و لا تستطع تزييف مشاعرها ولا تستطع التعامل مع أحد لا تشعر معه بالراحة ، وعندما تحب احدا تتعلق به جدا وعشمها فيه اكثر من عشمها في نفسها.
الصداقه تعني لها الكثير ،فهي تكون كتاب مكشوف امام صديقاتها تحكي كل شيء وممنوع تخفي شيء ، سند وحمايه وكاتمه أسرار لصديقاتها والمصلحة بينهن لا وجود لها. الطيبة الحب عندها راقي ، عفوي ، رومانسي والوفاء شيء بديهي .
المباديء أساسية ، الصح صح والخطأ خطأ والكدب لا ألوان له .
تغضب كالأطفال ، تسامح وتغفر سريعا بمجرد ان تلمح نظرة حب او حنان صادقة ، تضحك والدمعة في عنيها ، قلبها قلب طفل يشعر ويستشعر الاحساس الحقيقي من المزيف . مشاعرها تتأثر بسرعه تفرح وتحزن بسرعة ، الطيبه تتنازل عن حقها عن طيب خاطر من أجل من تحبهم ، ولذا فهي كثير ماتكون عرضة للإبتزاز العاطفي ، الطيبه عطاءة بسخاء ،وقت وجهد، وتضحيات بلا حدود دون أن تشعر، الطيبة ترى كل الناس طيبين مثلها وأكثر .
ولكن ما ادراك كيف يتحولن الطيبات أ الساذجات كما يطلق عليهن إذا ما صدمتهن الحياة وعانين من كبواتها...

هنا تتحول المرأة الطيبة إلى امرأة قاسيه عنيده وأحيانا عنيفة ،فهى لم تعد ترى الناس طيبين مثلها بل ايقنت أنهم يرتدون وجوها صناعية ، ادركت أن العلاقات الإنسانية اصبحت تبنى علي المصالح والمنفعة، فلم تعد هناك صداقة إلا ولها اسبابها ومنافعها وتنتهي بإنتهاء المنافع والحب اصبح عمره قصيرا وينتهى عندما ينتهي الشغف والكلمة الواحدة لها عشرات المعاني وكل حسب نيته واهوائه
الطيبه حينما تتحول يكون من الصعب أن تبني علاقات انسانية وصداقات جديدة واصبحت تغضب وتقسو ويطول فتره غضبها ولا تسامح ولا تغفر بسهوله كما كانت .

الطيبة تحول صدماتها إلى جدار فولاذي تحمي به نفسها ، تصبح أقوى، فقد دربت نفسها أن تقوى بعقلها لا عواطفها التي كانت تقودها ، تعلمت كيف تحكم وتتحكم بالعقل لا بالمشاعر.
اتعلمت كيف تواجه من يأذيها ولا تتنازل عن حقها واغلقت اوكازيون التسامح والغفران
الطيبه تتعمد ان تبدو ماكرة خبيثه من كثره ما عانت من طيبتها التي اعتبروها سذاجه وهبل
الطيبة أصبحت ترتدي قناعا مثل الآخرين ولكنها تختلف عن الاخرين ، هم يخفون سوادهم وزيفهم خلف قناع الطيبة وهي أصبحت تخفي طيبتها خلف قناع الدهاء ، نعم أصبحت الطيبة مصدر وجعها والدهاء حصن يحميها من الأذي، احذروا الطيبات إذا جرحن فلم يعدن ساذجات.



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

كيف تصف تجربتك في التكيف مع الحياة والثقافة الأمريكية؟