كتب على محمد جمال : الطريق للمستقبل

الجمعة 20/01/2023
الطريق للمستقبل
الجامعات هى منارات التطوير وهى امل المستقبل ولن يحدث اى تحولات كبرى لمجتمعنا الا من خلال الجامعات عن طريق البحث العلمى 
الحقيقة ان لى تجربة مريرة مع البحث العلمى منذ اكثر من اثنى عشر عاما عندما تقدمت لنيل درجة الدكتوراه فى القانون ومكثت مدة طويلة مع الدكتور

 


المشرف على الرسالة واخترت عنوان الرسالة وخطة البحث وتنقلت بين المكتبات الجامعية والخاصة حتى استطيع جمع المعلومات التى تمكننى من انهاء الرسالة  وبالفعل استطعت ان اقطع شوطا كبيرا فى اعداد الرسالة وعندما كنت اطلب من الدكتور
 المشرف على الرسالة تسجيل خطة البحث كان يماطل معى وفى يوم فوجئت ان الدكتور المشرف على الرسالة مسافر لاحدى دول الخليج للعمل مستشارا قانونيا هناك وطلب منى التوجه لدكتور اخر يشرف لى على الرسالة وعندما علم الدكتور المشرف الجديد على الرسالة اننى لم اقوم بتسجيل خطة البحث طلب منى التأكد من عدم قيام زميل اخر بالكتابة فى هذا الموضوع  وكانت المفاجأة ان الدكتور اعطى موضوع الرسالة لزميل اخر فبدأت من جديد فى أختيار موضوع اخر وتابعت مع الدكتور المشرف على الرسالة ومكثت فترة طويلة اتردد علية وقمت ببذل جهد كبير فى موضوع البحث الا اننى شعرت ان الدكتور يتهرب منى وبعد فترة طويلة اعتذر لى عن  قيامه بالاشراف على الرسالة بسبب انشغاله ، فرأيت كيف تفتح الابواب لزملاء لى بسبب وضعهم وتوصد فى وجهى حينها ايقنت ان هناك مشكلة وان البحث العلمى عندنا لا يهتم بالمادة العلمية او ماذا ستقدم للمجتمع  المهم المجاملات والاستفادة الشخصية، حتى ابتعدت جامعاتنا عن الموضوعية والمنهج العلمى وتحولت الى عبيء ثقيل على الدولة  بدلا من ان تشارك فى البناء والتشييد والانطلاق بالمجتمع الى المستقبل 
ورأينا بعض المختصين بالجامعة بدلا من الانشغال بالبحث العلمى وجودة المخرجات راح ينشغل بقضية تجديد الخطاب الدينى اوقضية التنوير وغيرها حتى اصبحت جامعاتنا خارج التصنيف العالمى والا فأين المخرؤجات البحثية طلابا وبحوثا ومشاريع ؟ اعلم ان لدينا بعض الجامعات تريد اللحاق بركب الجامعات العالمية  لكن هذا لايكفى

 ، لقد بذلت الدولة المصرية جهود كبيرة من خلال انشاء اربعة جامعات جديدة حكومية بالاضافة الى الجامعات التكنولوجيه وتشجيعها للجامعات الخاصة  حتى تقوم بدورها المنوط بها لدفع عجلة الانتاج 

وتقديم مخرجات ترقى بالمجتمع وخصوصا ان الدولة المصرية تسعى جاهدة من اجل زيادة مواردها وخصوصا من العملة الصعبة وجامعاتنا لا بد ان يكون لها دور محورى فى تخطى الازمة الاقتصادية الحالية 
ومواجهة التحديات الكبرى التى تواجه مجتمعنا ، فالجامعات اليوم لم يعد دورها ينحصر فى التعليم واعداد المهنيين من اطباء ومهندسين وصيادلة بل اتسع مجالها واهدافها فاصبحت اهدافها تجارية وربحية لان اللغة السائدة فى العالم اليوم هى اقتصاد السوق والتنافسية التجاربة، 

فالجامعات فى اوربا وامريكا تسهم فى رفع الدخل القومى لبلادها وادخال مليارات الدولارات عن طريق الطلاب الوافدين للدراسة فيها ولذلك قامت بعض الدول بأتاحة فرص الدراسة بجامعاتها من خلال فتح الحدود وتخفيف القيود المفروضة على التأشيرات

 وذلك من اجل زيادة عدد الخريجين وقامت كل من الدنمارك وهولندا بتغيير قوانيين الهجرة الخاصة بهما لصالح خريجى افضل الجامعات العالمية هذا فضلا انه فى حالة ان يرتفع تصنيف جامعاتنا عالميا سيجعل هذه الجامعات هدفا من اهداف مؤسسات الاقتصاد العالمية لعقد شراكات 
واتفاقات اقتصادية ذات عائد اقتصادى على الجامعة وعلى الشركة المبرمة للاتفاق ، ايضا الجامعات الكبرى اليوم اصبحت فى الفترة الاخيرة مصدر التسويق الاول لمؤسسات القطاع الخاص وان اى مؤسسة اقتصادية خاصة تريد نشر وتسويق منتجاتها تقوم بتوقيع اتفاقية اقتصادية مع الجامعات الحديثة فأين جامعاتنا ؟ 
ان من اسباب تراجع دور جامعاتنا هو ضعف انشطة البحث العلمى وانفصال الجامعات عن مؤسسات االمجتمع الانتاجية ، وان النهوض بالمجتمع ومؤسساته لن يكون الا من خلال الجامعات وتطوير دورها فالثورة المعلوماتية والاتصالات خلقت بيئة تنافسية بين الجامعات فى العالم للوصول الى افضل اداء يمكن ان تقدمه هذه الجامعات انطلاقا من وظائفها الثلاث التدريس والبحث العلمى وخدمة المجتمع  فأذا كان لدينا كوادر فى جامعاتنا فلابد من استغلالها والدفع بها الى تحقيق اهداف الدولة المصرية حتى تكون جامعاتنا حاضنة حضارية ومركز اساسى لتطوير مجتمعاتنا وحتى نجد لانفسنا موضع قدم فى المستقبل
بقلم أ / على محمد جمال



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

لو كنت تملك حق التصويت في الولايات المتحدة فلمن تعطي صوتك؟