و أنا داخل مملكة الرب التي أنشأها ليو تولستوي في كتابه الشهير تساءلت هل من تجاهل نداءاته لاتباع طرق السلام المقدَّس و النضال السلمي القابع في كتب الأحلام أو الأوهام هو تحريض أميركا بقيادة بايدن أم دفاع روسيا نفسها الهجوميّ بزعامة بوتين , و هل للسلام فعلاً حظّ و نصيب من دون أن تعمل في البداية أيادي البطش و الإرهاب و العدوان ؟!.......
تزعَّم الربّ نفسه جلسة من أجل تفعيل حلقة بحث جديدة حول جملة تطلعات ليوتولستوي و عندما حمي وطيس النقاش بدأت الأيادي المتطايرة في الأرض تخرِّب طاولة الحوار السماويّ فلم يجد الله بدّاً من نبش صراعات هذه الأرض كي لا تفتك بالسماء أكثر رغم أنَّ السماء هي مبتداها و منتهاها و ليس العكس , و هكذا يتلاشى حلم النضال السلمي بأمرٍ خطيٍّ و صوتيٍّ من دائرة الملكوت العليا !.......
لا مكان للنضال السلميّ و ليس السلام إلاّ نتيجة هشَّة من نتائج الردع المتبادل تتلاشى بعدها عند أول ظهور لبوادر الضعف لدى أيّ طرفٍ من الأطراف أكذوبة هذا السلام المقدَّس , فعندما يشعر المفترس بارتعاد فرائص فريسته لن يوفِّر أيَّة قيمة تمنعه عن سدِّ رمق جوعه أو إشباع تعطُّشه للدماء أو حتَّى تغيير الخرائط القديمة الجديدة و الجديدة القديمة بهدف عدم ابتلاع أماكن هي فعلاً من الخرائط الحالية من أجل تأمينها أكثر سواء رسمت حدودها بالدم أو بلون الخوف و الرعب الأصفر !.......
في مؤسَّسة القيامة السوريّة الفينيقية ما زالت أبجديات الخوف و الرعب تطغى سياسياً و حزبياً و أمنياً و اقتصادياً و اجتماعياً و إنسانياً .
لكنَّ مشعل الفينيق مهما راودته الأساطير عن نفس حقيقته القادمة لن يترك شعب سورية في عوالم التخبّط , و معالم أبنائه تقرِّبنا من التلاشي و لا تبعدنا عن المتلاشين بقدر ما تجعلنا نسبقهم بكثير في أسرع عملية زحفٍ تفوق كلَّ سباقات العدَائين نحو جوائز شهرتهم , و كم الفرق كبير ما بين شهرة تثبيت الوجود و إثباته و ما بين شهرة اعتناق التلاشي و عبادته ؟!.......
فهل تجد مؤسَّسة عبَّاس بن فرناس لذيولها بعض مكامن و أجناس كي لا يطاح بها أو تداس ؟!
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
الجمعة 18\11\2022
الساعة السابعة عشر و النصف