وأنا في غرفتي في السكن الجامعي المنخرط في التلاشي في مركز موسكو أقرأ رواية " المعلِّم ومارغريتا " للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف , و شيطاني الضعيف بزيارته القاتلة يكاد يحرق شيطاني القويّ شعرتُ أنَّ ماديَّة التلاشي التي أحرقت الاتحاد السوفييتي في كلِّ بلدان العالم المتطوِّر لن تغني عن روحانية وطنٍ ما زال يحترق رغم كلِّ بطولات الساعين إلى إخماد تلاشيه اسمه سورية مهما جار علينا أعوانُ حكَّامه و مهما حاربتنا حكوماته و حاصرتنا هواجس أقزام الأحزاب العابرة فيه , و كان السعال التحسسيّ يوقفني عن تحسُّس مسَّاج الحقيقة الواقعية التي لن تخترق كياني بمقدار ما تحاصر هذا الكيان المسافر من روح مايا إلى ياسمين دمشق و من روح دمشق إلى ياسمين مايا, و ما بين فولند و مارغريتا لن يحرق الأحلام ما بين زيوس و مايا في ظلِّ هجمة الشيطان الضعيف الشرسة !.......
لم ينقذ شيطاني القوي المسيح المعذَّب من شيطاني الضعيف لكنَّه ما زال غير قادرٍ على سحبي إلى هاوية التلاشي السوفييتيّ رغم أنَّ كلَّ السحرة المؤتمرين بأمر الشيطان "فولند" يحومون حول موسكو عاصمة الاتحاد السوفييتي الذي يحلم بوتين بقيامته لكن ليس مصلوباً من جديد على أيدي الكهنة اليهود و الأوليغارشيين الصهيونيين رغم تحفُّظات الشعوب العالمية على بوتين و غيره من قادة العالم !.......
ذكَّرني طالبٌ سوريٌّ طيِّبٌ ضخم الجثة و دمث النظرات معي في الجامعة يرى سورية فقط من منظور الحكومات الضعيفة و من منظار الاستمرار الأسديّ في حكم هذا البلد مستهجناً عدم قدرة سورية على إنجاب من يحكمها وفق المراحل الأنسب و الأشخاص الأقدر على التماشي العالميّ لا وفق مقصوصات صورية استعراضية لميس كريدي و برهان غليون و جورج صبرا و فاروق طيفور فقلتُ له :"إنَّ حكم العالم لا يقاد برغبات أشخاصٍ لم يدخلوا تفاصيل هذا العالم , و إنَّ دائرة العالم المغلقة تحدّد نقاطها بهوامش سقفها ينخفض و يعلو حسب النزول الربانيِّ الدنيوي و الصعود اللاهوتيّ فوق الدنيويّ و قاعها يعلو أو ينخفض فوق أو تحت سطح بحر التطورات الدولية المتَّفق على سقوفها أو قممها و قيعانها إذا لم ترتجف الأيدي بقوة و تصيب هذا المنحنى بخطأ أو انحراف قاتل !" عندها سخر من هذا العالم الذي يضيع إنسانية الباحثين عنه ما بين القمم القاتلة و القيعان الميتة أو ما بين القمم المتلاشية و القيعان المتصاعدة لكنَّه أصرَّ على الابتعاد أكثر عن روحانية وطنٍ اسمه سورية لصالح نزعات التلاشي الماديَّة في اللا شيء الذي حاصرني كثيراً بشيطاني الضعيف مذ وصلتُ إلى موسكو , مع ذلك اللوم ليس على شباب سورية بل على حكوماتها الخرقاء !.......
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الرئيس الأسد يحاول إطفاء نيران تلاشي سورية المشتعلة بالعقوبات الرأسمالية و المتأجِّجة بالاشتراكيات الهجينة و القوانين الوترية متعددة المعزوفات
لكنَّ النار التي نطفئها بوقود تلاشينا ستنتشر فينا كما تنتشر في الهشيم كي ندرك أنَّ تلاشينا سيطلق فينيق سورية من تحت رماد أحزاننا و عذاباتنا بعد أن يستجمع لهيب طروحاتنا و تطلعاتنا لينفثها في وجه الروتين القاتل و الحكومات العاجزة أو الفاسدة بمسلسل العجز
فهل يصحو عبَّاس بن فرناس ليعيد خارطة الذيول إلى واجهة الفجر المأمول ؟!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
الثلاثاء 8\11\2022
الساعة الثالثة عشر و النصف