اقتباسات من كتاب "الأمير" لمؤلِّفه "نيقولا ميكافيللي"

ترجمة : محمد لطفي جمعة. وأحببتُ أن أشارِككم هذه الاقتباسات ، عسى أن نستفيد منها جميعاً ، أخبروني عن الأجمل بينها :

١ - يقول في تقديم الكتاب : "هيهات أن أنجو من نقد الناقدين ، ولوم اللائمين ، فسوف يقولون : أنَّى لهذا الصعلوك من نقد سياسة الأمراء والملوك ! فأقول لهؤلاء : إن جمال الشمس لايستجليه غير ساكن البسيطة ، ونور الثريا يتمتع به من كان على الثرى ، والمصوِّر الحاذق لا يستطيع أن ينقل صور قمم الجبال ورؤوسها إلا إذا كان في سفوحها". 

٢ - أقول على أنني لا ألوم الملوك المتطلعين للاستيلاء على الولايات ، لأن طبيعة التملك والسيادة راكزة في نفس كل أمير ، بل أراني أميل للثناء على كل راغب في مدِّ نفوذه إذا كان يحسن التصرف ، ولكن من يحاول امتلاك البلاد وهو جاهل بطرق السياسة ، ثم يتفانى فيما توحيه إليه شهوة التملك ، فهو جدير بأن يُلام على تهوره لوماً عنيفاً. 


٣ - لحكم الممالك طريقين : الأولى أن يحكم المملكة أمير
له أعوان ، هو وليُّ نعمتهم ومالك أعناقهم والمُتصرِّف في
أمورهم ، يأمرهم فيأتمرون ، وينهاهم فينتهون. 
والثانية : أن يحكم المملكة أمير يُقاسمه الملك أشراف و نبلاء لا سلطة له عليهم ، ولا يمتاز على واحد منهم و يكون الفضل في امتيازهم على الخدم والأعوان راجعاً إلى مجد أجدادهم. 

٤ - إن الأساس المتين في حكم البلاد الحرة بعد فتحها هو تخريبها وتدميرها ، فإن لم يهلكها الفاتح أهلكته. 

٥ - إن الذين يرتقون من عامة الشعب إلى درجة الملك و الإمارة بفضل حسن الطالع ، لا يجدون أقل صعوبة في الارتقاء ولكنهم يجدون أعظم المصاعب في الاحتفاظ بما وصلوا إليه. 

٦ - القسوة الحكيمة هي التي يستعملها الرجل للحصول على مركز وطيد ، ثم لا يطول أمدها ، بل تُستبدَل سِراعاً بأعمال نافعة للرعية ، أما القسوة الطائشة فهي التي تبتدئ شيئاً فشيئاً وتزيد على مر الأيام دون أن تنقص. 

٧ - ينبغي للأمير أن يعيش مع شعبه على وتيرة واحدة ، بحيث لا يضطر لتغيير سلوكه لخير أو شر ، فإن فعل الخير المُرغَم عليه الأمير ما قدّر له ، لأن الخير ما لم يصدر عن طيب خاطر ، لا يستعبد القلوب. 

٨ - إن واجب الأمير أن يكسب ثقة الشعب وصداقته ، وإلا فلا ملجأ له في وقت الشدة ، ولا سلامة له حين المحنة. كما أنه من الواجب على الأمير العاقل هو أن يبحث على الدوام عن الوسائل التي تجعل رعاياه في حاجة إلى حكمه ، فإذا كانوا دوماً في تلك الحاجة استطاع أن يعوِّل عليهم وقت الشدة. 

٩ - الأمير الذي يحافظ على ملكه بالجنود المأجورة لن يبقى واثقاً من ملكه مطلقاً ، لأنهم لا يتحدون ، وهم فوق ذلك ذوو مطامع لا يخضعون لنظام ولا أمانة لهم ، يظهرون الشجاعة أمام الأصدقاء ، والجبن حيال الأعداء ، وهم لا يخشون الله ولا يحفظون عهد لإنسان ، ومن يستعين بهم فأُنذره بالفشل ، إنما بينه وبين الخسران زمن يطول ويقصر حسب الأحوال ، وهم في السلم ينهبونك ، وفي الحرب يعرضونك لنهب الأعداء ، وسبب ذلك أنه لا يوجد في نفوسهم سبب يبقيهم في الميدان أكثر من أجرة زهيدة لا تكفي لأن يعرضوا أنفسهم للموت لأجلك.

١٠ - تصوّر كثيرون إمارات وجمهوريات لا وجود لها في الحقيقة ، لأن الفرق شاسع بين حياتنا الواقعية وبين حياتنا المرئية بعين النمط الأسمى ، فمن يهمل ماهو كائن لأجل ما ينبغي أن يكون يجلب على نفسه الخراب العاجل.

١١ - لا ينبغي للملك أن يهتم باتهامه بالبخل إذا كان يريد أن لا يسرق شعبه ، ويدافع عن نفسه وقت الشدة ، وأن لا يصير فقيراً محتقَراً وأن لا يصاب بالجشع ، فإن رذيلة البخل من الرذائل التي تُسهِّل له الاحتفاظ بالسلطة. 

١٢ - لم يُعرَف عن أمير جديد أنه نزع سلاح رعيته ، بل بالعكس فإنه إذا وجدها عزلاء سلَّحها ، لأنه بتسليحها تصبح الأسلحة له. وحيث أنه لا يمكن تسليح الرعية كلها فإن انتفاع الأمير بالمسلحين يضمن له السيادة على العُزَّل. 

١٣ - إن الأمير يُحتَرم عندما يعرف عنه أنه إما صديق صادق وإما عدو ثابت ، لأن هذه السياسة أفضل من البقاء على الحياد ، لأنه إذا تحارب جاران ، فإما أن يعود عليك نفع من انتصار أحدهما وإما لا.



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل ترى أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستكون مفيدة لأمريكا على الصعيدين الداخلي والخارجي؟