يتبع الجيش السوري تكتيكات عسكرية متحركة فوق أرض حمراء ملتهبة، بالنار والبارود والدم، ويخوض معركته الصعبة مع المجموعات المسلحة المتحصنة في المدينة الصناعية في طريقه الى سجن حلب المركزي، كما في طريقه الى الأحياء الشرقية، مستهدفاً طرق الإمداد الواصلة بينها وبين الريف الشرقي والشمالي للمدينة، والتي تعتبر «الأرض الحمراء» إحدى أهم نقاط الوصل فيها، تليها منطقة مناشر الحجر فبلدة «بريج الريح» التي تفتح الطريق باتجاه بلدة حيلان فالسجن المركزي.
وتخوض وحدات الجيش السوري القتالية وبإسناد من وحدات الدفاع الموجودة في المنطقة، معركة من أصعب وأشد المعارك في حلب وريفها، على أهمية جميع المحاور المشتعلة هناك، حيث تتولى قوة مهمتها الأساسية فك الحصار عن سجن حلب المركزي، كسر دفاعات المسلحين في بلدات الريف الحلبي الشرقي، وتتضمن مهمتها أيضاً، اختراق دفاعات المسلحين في المدينة الصناعية، والإطباق على الأحياء الشرقية من جهة الأرض الحمراء وعلى محاور مساكن هنانو الشرقية.
بالأمس تحرك الجيش شرقاً بعكس بوصلة الأهداف، وسيطر على المطاحن وتلة شامر والطعانة (سبق أن سيطر على تلها وكتيبة الدفاع الجوي فيها)، أما اليوم فكان الرأس المتوجه غرباً نحو الأحياء الشرقية، يوسع المنطقة الفاصلة بين المدينة الصناعية والأحياء الشرقية لمدينة حلب، من خلال تقدمه باتجاه مناشر الحجر الصخري على أطراف المدينة الصناعية، حيث خاص معارك عنيفة مع المسلحين، توجت بالسيطرة على تل مشرف على بلدة بريج الريح وعلى مساكن هنانو، فيما كانت الوحدات تواصل تقدمها وتخوض اشتباكات هي الأعنف على الطريق الى دوار البريج.
المعلومات الواردة من هذا المحور ومن مصادر معارضة وميدانية على حد سواء أجمعت على حصول تقدم مهم للجيش السوري وحلفائه عند تلك المحاور، فيما أكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش السوري استطاعت السيطرة على المناشر ورفع العلم السوري عليها، بعد منتصف ليل الثلاثاء بقليل، وانهيار دفاعات المسلحين في بلدة البريج.
الوحدات الصاروخية شاركت في الإسناد المتوسط وبعيد المدى، فدكت الراجمات مواقع المسلحين بصليات مركزة من الصواريخ، فيما استهدفت بصاروخ أرض - أرض مقر غرفة عمليات المجموعات المسلحة المشتركة، داخل المدينة الصناعية في حلب، أصاب هدفه بدقة ودمر المبنى الذي تتواجد فيه، بالقرب من معمل الكابلات.
طوافات الجيش السوري شاركت أيضاً باستهداف مواقع المسلحين في المنطقة، وضربت مراكزهم بعدة صواريخ، فيما أفادت مصادر معارضة عن قيام سلاح الجو السوري الحربي بتمشيط الجهة الشرقية لمساكن هنانو بالرشاشات الثقيلة تزامناً مع الهجوم الذي تشنه وحدات الجيش على منطقة المناشر.