تثير أعمال التأهيل الجارية في قمة جبل قاسيون – المعلم الأبرز في العاصمة السورية دمشق – نقاشاً واسعاً بين السوريين، بعد تداول مقاطع مصورة تُظهر إقامة منشآت سياحية وتجارية على الموقع الذي استُخدم سابقاً كثكنة عسكرية. ويرى منتقدون أن المشروع يفتقر للشفافية سواء من حيث نوع الاستثمار، أو هوية الجهة المنفذة، أو المرجعية القانونية التي تحكم تنفيذ الأعمال في موقع ذي رمزية تاريخية ووطنية.
وكان سقوط النظام السابق قد فتح الطريق أمام السوريين لزيارة الجبل الذي حُرموا منه لـ14 عاماً، ليعود إلى الواجهة كوجهة شعبية وترفيهية، إلا أن التطورات الجارية أثارت تساؤلات جديدة، خصوصاً بعد رصد منشآت تبدو أقرب إلى الاستثمارات الخاصة، وهو ما يعتبره البعض تشويهاً لذاكرة المكان.
ورغم الانتقادات، يحتفل كثير من السوريين برمزية استعادة الجبل الذي تحول خلال الثورة إلى منصة لإطلاق الصواريخ نحو دمشق وغوطتها. ووقف على قمته مؤخراً عدد من القادة الإقليميين، من بينهم أمير قطر تميم بن حمد، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى جانب الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في مشهد رمزي لانطلاق عهد سياسي جديد.
ورغم أهمية استعادة قاسيون، تُطرح بقوة دعوات لضمان الحفاظ على هوية الجبل التاريخية، وتوجيه أي أعمال تطوير فيه ضمن رؤية وطنية واضحة، تحفظ المكان وتراعي مشاعر السكان الذين لطالما اعتبروا الجبل شاهداً على تحولات سوريا السياسية والمجتمعية.