استأنف الأمن العام اللبناني، صباح اليوم الجمعة، عمليات ترحيل النازحين السوريين من بلدة عرسال الواقعة على الحدود الشرقية مع سوريا، في إطار برنامج "العودة الطوعية"، بعد توقف استمر لعدة سنوات عقب التغييرات السياسية في سوريا.
واصطفت عشرات الحافلات والشاحنات الصغيرة، بعضها يحمل لوحات لبنانية وأخرى سورية، منذ ساعات الصباح الأولى أمام معبر الزمراني في جرود عرسال، لنقل نحو 80 عائلة سورية إلى قرى القلمون الغربي، ومنها فليطا، المعرة، رأس المعرة، يبرود، قارة، والجراجير، داخل الأراضي السورية.
وجرت العملية تحت إشراف مباشر من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والأمن العام، بمشاركة ممثلين عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في خطوة وُصفت بأنها تعكس تغيرًا تدريجيًا في الموقف اللبناني الرسمي من ملف النزوح السوري.
ويأتي هذا التحرك في وقت تتكثف فيه الدعوات السياسية داخل لبنان لإعادة النازحين إلى بلادهم، في ظل الضغوط الاقتصادية والمعيشية، والمطالبات المستمرة بتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذا الملف.
وتُعد هذه الخطوة جزءاً من برنامج العودة الذي كان قد بدأ في عام 2017 لكنه توقف لاحقًا، ويبدو أن استئنافه اليوم يأتي بعد تفاهمات جديدة مع الحكومة السورية الحالية، ووسط إشارات إلى وجود مناخ إقليمي أكثر انفتاحًا على دمشق.