في تقرير استقصائي نشرته وكالة "رويترز"، تم الكشف عن تفاصيل عملية هروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد من دمشق في ديسمبر 2024، قبيل سقوط نظامه. بحسب التقرير، نسّق ياسر إبراهيم، المستشار الاقتصادي للأسد، استئجار طائرة خاصة مسجلة في غامبيا (Embraer Legacy 600 برقم تسجيل C5-SKY) لنقل أموال نقدية، وثائق سرية، وأجهزة إلكترونية تحتوي على معلومات حساسة، بالإضافة إلى أقارب ومساعدين للأسد، إلى الإمارات عبر أربع رحلات جوية سرية.
الرحلات انطلقت من دمشق إلى مطار البطين في أبوظبي، وتم تنظيمها بالتعاون مع المخابرات الجوية السورية والحرس الجمهوري. في الساعات الأخيرة قبل سقوط دمشق، عقد الأسد اجتماعًا مع قادة عسكريين وأكد لهم وصول دعم روسي وشيك، بينما كان يخطط لمغادرة البلاد. في مساء 7 ديسمبر، غادر الأسد القصر الرئاسي متوجهًا إلى مطار دمشق، حيث استقل طائرة إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، ثم إلى موسكو، حيث كانت زوجته أسماء وأطفاله بانتظاره.
اللافت أن الأسد لم يُبلغ العديد من المقربين منه بخططه، بما في ذلك شقيقه ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، الذي اضطر لاحقًا للفرار إلى العراق ثم إلى روسيا. كما حاول أبناء خاله، إيهاب وإياد مخلوف، الفرار إلى لبنان، إلا أن إيهاب قُتل خلال كمين نصبه مسلحون، وأُصيب إياد بجروح.
حاليًا، تعمل الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع على تتبع واستعادة الأموال العامة التي تم تهريبها إلى الخارج خلال الفترة التي سبقت سقوط النظام، في محاولة لدعم الاقتصاد السوري المتعثر.