كشف "قيصر"، الذي عُرف عالميًا بتسريبه صورًا موثقة لجرائم نظام الأسد ضد المعتقلين السوريين، عن هويته الحقيقية لأول مرة. وقال إنه المساعد أول فريد ندى المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، وينحدر من مدينة درعا جنوبي سوريا.
في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، روى "قيصر" تفاصيل جديدة حول الجرائم التي ارتكبها النظام السوري منذ عام 2011، موضحًا أن أوامر التصوير كانت تُصدر من أعلى مستويات القيادة في النظام لضمان تنفيذ عمليات القتل، حيث كان قادة الأجهزة الأمنية يظهرون ولاءهم من خلال توثيق صور جثث ضحايا الاعتقال.
وأكد "قيصر" أن أول تصوير لجثث معتقلين كان في مشرحة مستشفى تشرين العسكري في دمشق، حيث تم تصوير متظاهرين من درعا في مارس 2011. وأضاف أنه بمجرد دخول المعتقلين، كانوا يُمنحون رقمًا على جثتهم بعد قتلهم.
وأشار "قيصر" إلى أن أماكن تجميع وتوثيق صور جثث ضحايا الاعتقال تضمنت مستشفيي تشرين العسكري وحرستا، بالإضافة إلى تحويل مرآب السيارات في مستشفى المزة العسكري إلى ساحة تجميع لصور الجثث مع زيادة أعداد القتلى.
وحول كيفية تهريبه للصور خارج السجون، ذكر "قيصر" أنه كان يخبئ وسائط النقل في ملابسه أو تحت ربطة خبز خوفًا من التفتيش على الحواجز الأمنية، موضحًا أن عملية التهريب كانت تتم بشكل شبه يومي لمدة ثلاث سنوات.
أما عن انشقاقه عن النظام، فقد أكد "قيصر" أن قراره كان متخذًا منذ بداية الثورة السورية، لكن تأجيله كان هدفه جمع أكبر عدد من الأدلة والصور التي تكشف عن الجرائم التي كانت تُرتكب.
وفي ختام حديثه، عبّر "قيصر" عن أمله في أن تنشأ محاكم وطنية في سوريا لملاحقة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، كما دعا الحكومة الأمريكية إلى إلغاء "قانون قيصر" ورفع العقوبات عن الشعب السوري.
يُذكر أن "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا" قد تم تطبيقه في يونيو 2020 من قبل الولايات المتحدة، حيث فرض عقوبات على 39 شخصية وكيانًا مرتبطًا بالسلطات السورية، بما في ذلك بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد.