كشف محمد الجلالي، آخر رئيس وزراء في عهد بشار الأسد، عن اللحظات الحاسمة التي سبقت سقوط النظام السوري ومغادرة الأسد البلاد. وفي مقابلة مع منصة "مزيج"، سلط الجلالي الضوء على قرارات الأسد وطرائق إدارته التي أدت إلى انهيار مؤسسات الدولة، بما في ذلك الاقتصاد السوري.
تفاصيل الساعات الأخيرة
روى الجلالي كيف تصاعدت حالة الفوضى داخل النظام، مشيرًا إلى مكالمة وردته من محافظ حمص طالبًا قصف جسر الرستن لإعاقة تقدم المعارضة. رفض الجلالي الامتثال للأمر لما يمثله الجسر من أهمية، إلا أن الجيش السوري قصفه بعد ساعتين فقط.
أشار الجلالي إلى أن الوضع الداخلي للنظام كان منهارًا بشكل كبير؛ حيث لم يعد موظفو المقسم العسكري يردون على الهاتف، وفرَّ معظم الحراس من مقراتهم. وأضاف أن وزير الداخلية، الذي خرج يتوعد المعارضة، اتصل به في الساعات الأخيرة ليخبره أن كل شيء انتهى، وأنه يعتزم الهروب إلى الساحل.
ردود الأسد وتصرفاته
وصف الجلالي عقلية الأسد بـ"اللامبالية"، حيث أفاد أنه حاول تنبيهه إلى حالة الذعر التي انتابت أنصاره وموظفيه، إلا أن رد الأسد كان مختصرًا بعبارة: "بكرا منشوف". وأشار إلى أن الأسد تجاهل أهمية طمأنة الناس، في وقت كان فيه أنصاره يفرون بين المحافظات خوفًا من انهيار النظام.
انهيار الاقتصاد وسيطرة الأسد
أكد الجلالي أن الاقتصاد السوري تعرض للتدمير نتيجة سيطرة الأسد ومحيطه المباشر على القرارات الاقتصادية. وكشف أن هناك مكتبًا خاصًا داخل مبنى مجلس الوزراء يُشرف على نقل القرارات الحكومية إلى الأسد للحصول على موافقته قبل تنفيذها.
كما أشار إلى حادثة تتعلق بـ"الدولارات"، حيث كان الأسد يصر على الضغط على المواطنين لإظهار ما يملكونه من أموال صعبة، ما يعكس عقلية الاستيلاء على أموال السوريين.
إدارة الاتصالات ومواقف الأسد
خلال فترة عمله وزيرًا للاتصالات، رفع الجلالي مذكرات لإلغاء رسم التعريف على الهاتف الجوال، لكنه واجه رفضًا من القصر الجمهوري. طُلب منه عدم إرسال مذكرات مجددًا، مع توجيهات بالخروج إلى الإعلام للتحدث عن "فوائد" الرسوم بدلًا من انتقادها.
خلاصة المشهد
انتهت محاولة الجلالي الاتصال بالأسد في اللحظات الأخيرة بالفشل، حيث كان الأسد مشغولًا بترتيب حقائبه للمغادرة. وكشف الجلالي أن انهيار النظام بدأ داخليًا مع تراجع معنويات الجيش وهروب المسؤولين، مؤكدًا أن القرارات الفردية لبشار الأسد كانت العامل الرئيسي في دمار البلاد.