في خطاب قوي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الإسلامية في الرياض، طرح تساؤلاً هامًا حول الاستراتيجية العربية تجاه العدوان المستمر. بدأ كلمته بالتساؤل: "التقينا منذ عام لإدانة العدوان ولكن الجريمة مستمرة. ما هي خطتنا التنفيذية ونحن نتعامل مع قطعان؟". جاء هذا التساؤل ليعبر عن إحباط الأسد من تكرار الإدانات دون اتخاذ خطوات حاسمة على أرض الواقع.
الرئيس السوري يدعو إلى تغيير الأدوات لتحقيق الأهداف
أكد الأسد في كلمته على أن الدول العربية تمتلك الأدوات الرسمية والشعبية اللازمة، مشيرًا إلى أن الأهم الآن هو الاتفاق على كيفية استخدام هذه الأدوات لتحقيق الأهداف. ودعا القادة العرب إلى التفكير في خطة تنفيذية واضحة، مؤكدًا أنه بدون تنفيذ قرارات فعّالة، فإن الصمت العربي يسهم في استمرار الإبادة.
استعراض محطات المبادرات العربية السابقة
أشار الرئيس الأسد في كلمته إلى سلسلة من المحطات التي شهدت محاولات عربية للتوصل إلى سلام عادل، بدءًا من المبادرة العربية عام 2002 وصولًا إلى مسار "النوايا الحسنة الأميركية" في 1991. وأوضح أن الرد الإسرائيلي على هذه المبادرات كان دائمًا المزيد من التصعيد والعنف، قائلاً: "في العام الماضي اجتمعنا وأكدنا على وقف العدوان وكان الرد مزيداً من المجازر".
هل يُحدث التغيير في الأدوات فرقًا في الواقع؟
ركز الأسد في كلمته على ضرورة تغيير الأدوات الدبلوماسية المعتادة، مشيرًا إلى أن الاستمرار في استخدام الأساليب التقليدية مثل الإدانات لا يؤدي إلى نتائج ملموسة، إذ قال: "هم يستخدمون القتل ونحن الكلام، لذلك علينا تغيير الأدوات فإذا كنا متفقين على الأهداف فعلينا الاتفاق على أدوات تنفيذها في الواقع". ودعا إلى التفكير في أدوات عملية يمكن تطبيقها بشكل فعلي على أرض الواقع لتحقيق السلام ووقف العدوان.
الأسد يطرح خيارات: "الغضب أم المقاطعة؟"
اختتم الأسد كلمته بطرح خيارات محددة لآليات الرد على الانتهاكات المستمرة، مشيرًا إلى أهمية اتخاذ خطوات عملية مثل المقاطعة، والابتعاد عن الاكتفاء ببيانات الاستنكار والإدانة. وأضاف أن تجاهل هذه الحقائق وتشجيع استمرار التعامل مع "مجموعة من القتلة والمجرمين" يعزز من حالة الإبادة في المنطقة، ويضعف من فرص السلام الحقيقي.