أكد مصدر سوري مطلع لوكالة "نوفوستي" وصول 250 خبيراً عسكرياً أوكرانياً إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وقد تم توزيع هؤلاء الخبراء على ورش ومواقع صناعية في مدينة إدلب ومحيطها، بما في ذلك أرياف جسر الشغور، حيث يقومون بتدريب مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي على تصنيع وتشغيل الطائرات المسيرة.
وفقًا للمصدر، فإن الخبراء الأوكرانيين يسهمون في رفع مستوى استخدام الطائرات بدون طيار من قبل المسلحين وتطوير قدراتهم التقنية، بما في ذلك تحسين السرعات، وتعزيز دقة التصوير والاستهداف. كما أضاف المصدر أن هذه التدريبات تستهدف بشكل خاص المسلحين التابعين للحزب الإسلامي التركستاني، الذي يعمل تحت إمرة هيئة تحرير الشام.
شحنات الطائرات المسيرة إلى إدلب
أوضح المصدر ذاته أن ما يزيد عن 250 طائرة مسيرة تم شحنها إلى إدلب على شكل دفعات، وتم تمرير هذه الشحنات تحت غطاء قطع تبديل وبضائع مدنية تجارية. يثير هذا القلق بشأن احتمالية استخدام هذه الطائرات في عمليات عسكرية وإرهابية، حيث تسعى التنظيمات المسلحة في المنطقة إلى تعزيز قدراتها القتالية باستخدام تقنيات متطورة.
تعاون أوكراني مع "هيئة تحرير الشام"
هذا التطور يأتي في ظل تقارير سابقة أكدت وجود مبعوثين أوكرانيين في محافظة إدلب، يعملون بالتنسيق مع تنظيم "جبهة النصرة" و"هيئة تحرير الشام". وقد أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن هناك معلومات متداولة تفيد بتجنيد مقاتلين لهذه التنظيمات بمساعدة المخابرات الأوكرانية، وهو ما يعزز من تعقيد الصراع الدائر في سوريا ويزيد من التوترات الإقليمية.
التدريب على الطائرات المسيرة: سلاح جديد في يد التنظيمات الإرهابية
تعتبر الطائرات بدون طيار أحد أهم الأسلحة الحديثة التي باتت تستخدمها التنظيمات الإرهابية لتعزيز قدراتها الهجومية. إذ تتيح هذه الطائرات إمكانية تنفيذ هجمات دقيقة عن بعد، وتوفر القدرة على المراقبة والاستطلاع، مما يجعلها أداة مثالية لتنفيذ العمليات الإرهابية في المناطق المأهولة بالصراعات.
التعاون بين الخبراء الأوكرانيين والتنظيمات الإرهابية مثل "هيئة تحرير الشام" يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه الطائرات في الصراعات الإقليمية، وخصوصًا في سوريا التي تشهد نزاعات معقدة بين قوات الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.