في تصريحات حديثة، ربط وزير الدفاع التركي يشار غولر سحب القوات التركية من الأراضي السورية بإقرار دستور جديد في سوريا وضمان أمن الحدود بين البلدين. وأوضح غولر في مقابلة مكتوبة مع وكالة "رويترز" أنه "نحن مستعدون لتقديم كل الدعم الممكن لإقرار دستور شامل، وإجراء انتخابات حرة، وخلق أجواء شاملة من التطبيع والأمن". وأضاف غولر أن "فقط عندما يتم ذلك، وعندما يتم ضمان أمن حدودنا بالكامل، سنفعل كل شيء، وهو أمر ضروري في إطار التنسيق المتبادل".
مساعي تركيا لتطبيع العلاقات مع دمشق
لطالما حافظت تركيا على علاقات وثيقة مع دمشق قبل اندلاع الصراع السوري في عام 2011، ولكنها انحازت إلى جانب معارضي الرئيس السوري بشار الأسد بعد اندلاع النزاع. ومع ذلك، شهد الصيف الماضي تكثيف الجهود نحو تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، حيث أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن وزير الخارجية هاكان فيدان وفريقه يعملون على وضع خطة لتطبيع العلاقات وعقد مفاوضات بين زعيمي البلدين، وقد تكون هذه المفاوضات في دولة ثالثة.
موقف دمشق من التطبيع
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السورية أن أي تطبيع للعلاقات مع تركيا يجب أن يرتكز على العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل عام 2011. وأعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده للقاء نظيره التركي إذا كان ذلك يخدم المصالح الوطنية السورية.
الدور الروسي في الوساطة
في هذا السياق، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن استعداد روسيا لتنظيم لقاء بين الرئيسين التركي والسوري في موسكو. ومع ذلك، أكد بوغدانوف أن تنظيم هذا اللقاء يتطلب تحضيرات جدية لضمان نجاحه وتلبية مصالح جميع الأطراف المعنية.
الآفاق المستقبلية
تتجه الأنظار إلى التطورات المقبلة في العلاقات التركية السورية، خاصة مع استمرار الجهود لتطبيع العلاقات وإيجاد حل للأزمة. يبقى من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التطورات على الأوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا وعلى العلاقة بين البلدين في المستقبل القريب.