تشهد مصر حراكًا دبلوماسيًا غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة، مع توافد متسارع لكبار القادة العرب، في مشهد يعكس تصاعدًا في التنسيق السياسي الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة. وجاءت هذه التحركات عقب زيارة خاطفة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مدينة نيوم السعودية، حيث عقد لقاءً موسعًا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تناول ملفات أمنية وسياسية حساسة أبرزها الوضع في غزة، وأزمات سوريا ولبنان والسودان واليمن، إضافة إلى أمن البحر الأحمر.
وبعد ساعات من هذا اللقاء، استقبل السيسي رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مطار العلمين الدولي، حيث ظهرا في جولة رمزية على شاطئ المدينة الساحلية، تناول خلالها الزعيمان الإفطار في مشهد جسّد عمق العلاقات الثنائية. اللقاء الإماراتي المصري تزامن مع تصريحات رسمية تؤكد إطلاق شراكات جديدة في مجالات الطاقة والتكامل الصناعي والتطوير العمراني، إلى جانب الإسراع في تفعيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي.
وتشير مصادر حكومية إلى أن هذه اللقاءات تأتي في إطار بناء رؤية عربية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وتنسيق المواقف السياسية في ظل حالة من السيولة الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.