كتب: خالدعبدالحميدمصطفى
الإسكندرية – 31 مايو 2025"
إستقبلت مدينة الإسكندرية صباح اليوم عاصفة جوية غير معتادة ضربت الشوارع بموجة من الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، مما أثار حالة من الإرتباك وأجبر السلطات على إتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة تداعياتها. في الوقت نفسه، يتداول البعض على مواقع التواصل الإجتماعي ارتباطاً بين هذه الظاهرة الطبيعية وأحداث طبيعية أخرى مثل زلزال تركيا المدمر، في إطار نظريات تربطها بمنظومة HAARP.
أحداث العاصفة في الإسكندرية"
تشير التقارير الرسمية الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية المصرية إلى أن المدينة تعرضت لمنخفض جوي عميق أثر على السواحل الشمالية، مما أدى إلى حدوث عاصفة شديدة تخللتها أمطار رعدية وتساقط مفاجئ للثلوج. وقد أعلن الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، عن رفع درجة الإستعداد وإجراءات عدة منها:
تأجيل إمتحانات الشهادة الإعدادية لساعة.
تعزيز جهود تصريف مياه الأمطار.
تفعيل غرف العمليات واستدعاء فرق الطوارئ لضمان سلامة المواطنين.
"HAARP: العلم والنظريات
HAARP، أو برنامج أبحاث الشفق القطبي عالي التردد، تم تطويره في تسعينيات القرن الماضي في ألاسكا، وهو موجه أساساً لدراسة تأثير الموجات الراديوية على الغلاف الأيوني. تُظهر النتائج العلمية أن الطاقة التي يوفرها HAARP محدودة للغاية ولا تمتلك القدرة على تغيير أنماط الطقس على نطاق واسع.
على الرغم من ذلك، إنتشرت مؤخراً نظريات مؤامرة تربط بين هذه المنظومة وظواهر طبيعية مثل عاصفة الإسكندرية وزلزال تركيا الذي هزّ تركيا في فبراير 2023. يدعي مؤيدو هذه النظريات أن HAARP يمثل آلية لتغيير المناخ والتحكم في الأحوال الجوية، إلا أن الخبراء ينفون هذه الإدعاءات مؤكدين أن مثل هذه الأنظمة لا تمتلك القدرة الكافية لتوليد كوارث طبيعية.
تحليل الخبراء والمصادر الرسمية"
وفقاً للدكتور "جون بيل"، الباحث في فيزياء الغلاف الجوي بجامعة كاليفورنيا:
"الطاقة التي يطلقها HAARP تقتصر على البحث العلمي في طبقات الجو العليا، ولا تتجاوز حدود القدرة لإحداث تغييرات مناخية على الأرض."
كما تؤكد تقارير المؤسسات العلمية الدولية وبيانات وكالة ناسا أن الظواهر الجوية التي شهدتها الإسكندرية ناتجة عن تفاعلات طبيعية معقدة بين أنماط الضغط والرياح، دون تدخلات تكنولوجية خارقة.
الربط مع زلزال تركيا"
في حين يُعزى زلزال تركيا إلى عوامل جيولوجية داخلية وظروف طبيعية محددة على مستوى البنية الأرضية، فإن الظروف الجوية في الإسكندرية تختلف تماماً عن تلك الآليات. يتضح من التحليل أن الجمع بين مثل هذه الأحداث في إطار مؤامرة واحدة هو محاولة لتفسير الكوارث المتعددة بنظرية موحدة لا تستند إلى أدلة علمية قوية.
الخلاصة"
يتبين أن عاصفةالإسكندرية وما صاحبها من تداعيات لا تتجاوز كونها ظاهرة مناخية طبيعية معقدة، يستجيب لها تفاعل مجموعة من العوامل الجوية. بينما تظل نظريات المؤامرة حاضرة في الأذهان، فإن الحقائق العلمية الراسخة تؤكد أن لا دليل علمي يربط بين منظومة HAARP والإضطرابات الطبيعية التي شهدتها الإسكندرية أو الزلازل مثل التي ضربت تركيا.
في عالم تتداخل فيه العديد من المؤامرات مع حقيقة الأحداث، يبقى الحفاظ على الحياد والإعتماد على المصادر الرسمية والعلم الموثق هو السبيل لفهم ما يحدث حولنا.