أثارت الوفاة المفاجئة لمدير إدارة الباجور التعليمية، أسامة البسيوني، صباح الاثنين، حالة من الجدل والغضب داخل الأوساط التعليمية والسياسية في مصر، خاصة بعد تزامنها مع زيارة وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد عبد اللطيف، إلى عدد من المدارس في محافظة المنوفية.
ووفقًا لمصادر في وزارة التربية والتعليم، فقد تعرض البسيوني لإغماء مفاجئ أثناء وقوفه على باب مدرسة "المؤسسة بنون"، وتم استدعاء الإسعاف على الفور، ونُقل إلى مستشفى الباجور التخصصي، لكن حالته تدهورت سريعًا نتيجة أزمة قلبية حادة، ما أدى إلى توقف عضلة القلب ووفاته.
لكن الحدث لم يمر مرور الكرام، إذ تقدم النائب هاني خضر، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ببيان عاجل للحكومة، اتهم فيه الوزير بتعنيف المدير لفظيًا أمام زملائه أثناء الزيارة، ما تسبب له في صدمة نفسية أدت إلى الوفاة، وفق تعبيره.
وأضاف خضر في بيانه أن تصريحات الوزارة التي تحدثت عن "زيارة ودية وتكريم للفقيد" تتناقض مع ما أكده وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، الدكتور محمد صلاح، والذي نفى أن يكون هناك تكريم، مشيرًا إلى أن الواقعة شهدت تجاوزات لفظية واضحة من الوزير بحق المدير الراحل.
وقال النائب في بيانه إن "تصريحات الوزارة تعكس الغطرسة والكذب وسوء الإدارة"، مضيفًا:
"الوزير قدوة سيئة لطلاب مصر، ويجب محاسبته فورًا على ما بدر منه، وتحقيق الشفافية الكاملة في هذه القضية التي مست كرامة المؤسسة التعليمية بأكملها."
وطالب خضر بعقد جلسة عامة عاجلة لمناقشة البيان، داعيًا إلى إقالة وزير التعليم ومحاسبة المسؤولين عن الواقعة.
ويأتي هذا الجدل في وقت تعاني فيه المنظومة التعليمية في مصر من أزمات متعددة تتعلق بالإدارة والضغط النفسي على العاملين بالقطاع، مما يسلط الضوء على أهمية بيئة العمل الصحية داخل المدارس والمؤسسات التربوية.