تعود وقائع الحادثة إلى فترة امتدت ثلاث سنوات، حيث أقدم الأب الذي يعمل طبيبًا في إحدى الدول الأجنبية على الاعتداء الجنسي على بناته الثلاث. استغل الأب سلطته الجسدية والنفسية ليجبر بناته على التعدي عليهن واحتجازهن داخل فيلته الخاصة في التجمع الخامس بالقاهرة. وكان الأب يختار اللحظات التي تكون فيها الفتيات في عزلة عن باقي أفراد الأسرة ليقوم بفعلته.
التحقيقات والأدلة:
الأمر الذي كشف هذه الجريمة البشعة هو تصرف شجاع من إحدى الفتيات التي لم تتحمل ما يحدث لها ولشقيقتها، فقامت بتوثيق أحد الاعتداءات في فيديو وأرسلته إلى النيابة العامة كدليل على الجريمة. الفيديو كان حاسماً في القبض على الأب، حيث أظهرت فيه الفتاة والدها وهو يرتكب جريمة الاغتصاب. خلال التحقيقات، اعترفت الضحية بأنها تعرضت للاعتداء أكثر من مرة، وأوضحت كيف كان والدها يهددها بالحبس والضرب إذا حاولت إخبار أحد.
قصة الضحايا والشهادات المؤلمة:
أثناء التحقيقات، استمعت النيابة إلى أقوال الفتيات اللاتي أكدن تعرضهن للاعتداء الجنسي من والدهن بشكل متكرر. وقالت إحدى الفتيات التي تبلغ من العمر 17 عامًا إنها كانت تتعرض للاعتداء الجنسي عدة مرات، وكان والدها يختار اللحظات التي تكون فيها هي وأخواتها في عزلة تامة، ليجبرهن على القيام بأفعال مشينة. وأضافت أنها لم تكن قادرة على مقاومته بسبب قوته الجسدية.
كما أضافت الفتاتان الأخريان أنهما تعرضتا لأفعال مخلة أيضاً، وأنهما كانتا تحت تهديدات قوية من والدهن بالحبس إذا تمكنا من البوح بما كان يحدث.
التحقيقات النهائية والحكم:
بعد أن أتمت النيابة العامة التحقيقات، اعترف الأب بالفعل خلال جلسات التحقيق أنه ارتكب هذه الأفعال البشعة بحق بناته. وقال إنه استغل سلطته كأب وعلاقته الضعيفة مع بناته ليجبرهن على القيام بأفعال منافية للآداب. وأقر في اعترافاته أنه كان يستغل وقت غياب باقي أفراد الأسرة ليقوم بهذه الأفعال.
وبعد الاطلاع على الأدلة والشهادات، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمًا بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا ضد الأب بتهمة الاعتداء الجنسي على بناته واحتجازهن في فيلته. هذا الحكم أثار ردود فعل واسعة في المجتمع المصري حيث تم التأكيد على ضرورة حماية الأطفال من جميع أنواع العنف الأسري.