منذ أكثر من أسبوعين، اشتكى سكان قرية القبابات التابعة لمركز أطفيح في الجيزة من أعراض مرضية غامضة انتشرت بينهم بشكل مفاجئ. الأعراض تتراوح بين آلام شديدة في العظام، وارتفاع في درجة الحرارة، وسعال مستمر، بالإضافة إلى بعض الحالات التي شكت من الإسهال أو القيء. تلك الأعراض، التي تتشابه مع نزلات البرد، أثارت حالة من الذعر والشكوك بين الأهالي، حول ما إذا كان المرض مجرد نزلة برد عادية أو إذا كانت هناك أسباب أخرى كامنة وراء هذه الأعراض.
تسريب صوتي يثير الجدل:
الأزمة بدأت عندما تم تداول تسجيل صوتي عبر مجموعات واتساب في القرية، يحذر من شرب مياه الصنبور خلال أيام الأحد والإثنين والثلاثاء. في التسجيل، يُنصح الأهالي بالاعتماد على المياه المعدنية فقط لتجنب الإصابة بالأعراض المرضية المنتشرة، ويستند التسجيل إلى تصريح غير رسمي من مسؤول بشركة مياه الشرب، مما ساهم في تصاعد الشائعات والقلق بين الأهالي.
تساؤلات حول مصدر المرض:
هذا التسجيل الصوتي أثار تساؤلات عديدة حول مصدر المرض. البعض رجح أن يكون هناك فيروس متحور جديد، بينما ذهب آخرون إلى الاعتقاد بأن هناك تلوثًا في مياه الشرب قد يكون السبب وراء تلك الأعراض، مستحضرين ما حدث في قرية أبو الريش بحري ودراو بأسوان، حيث تم الكشف عن حالات مشابهة مرتبطة بتلوث مياه الشرب.
وتزامن انتشار الأعراض مع التحذيرات في التسجيل الصوتي، حيث وصف العديد من الأهالي أعراضهم بأنها نزلة برد شديدة، وقد تستمر لبضعة أيام ثم يتم الشفاء منها دون الحاجة إلى علاج. ورغم تزايد المخاوف، أكدت مصادر طبية مطلعة في قطاع الطب الوقائي أن تلك الأعراض لا تدل على وجود مرض معدٍ خطير أو فيروس متحور، وإنما هي نزلات برد موسمية تتزامن مع تغير الفصول.
التحقيقات الطبية تكشف الحقيقة:
وفقًا لما أفادت به مصادر في قطاع الطب الوقائي، فإن الأعراض المنتشرة في القرية ليست أكثر من نزلات برد عادية، ولم يتم رصد أي دلائل على وجود تلوث في المياه. وأوضحت المصادر أن فريقًا من القطاع قام بإجراء تحاليل لفحص جودة المياه في القرية، ولم تُسجل أي مشكلات في مصادر المياه، ما ينفي احتمالية تلوث المياه كسبب للأعراض المنتشرة.
ردود فعل الأهالي والسلطات:
بينما طمأنت الجهات الرسمية الأهالي بأن المياه في القرية سليمة، إلا أن المخاوف لا تزال مستمرة بين البعض، حيث يُصر البعض على أن الأعراض قد تكون مرتبطة بفيروس متحور. من جانبها، أكدت شركة مياه الشرب أنها تعمل على متابعة الوضع عن كثب، وأن المياه تخضع لفحوصات دورية، مشيرة إلى أن الوضع في القرية لا يستدعي القلق الكبير.
في المقابل، يواصل الأهالي التزامهم بتحذيرات التسجيل الصوتي، حيث ما يزال البعض يفضل الاعتماد على المياه المعدنية. وتُبدي السلطات المحلية استعدادها لتقديم الدعم اللازم والتأكد من سلامة المياه، في محاولة لإنهاء حالة الشك التي انتشرت بين الأهالي.