وُلد صابر بباوي عام 1921 في محافظة الإسكندرية، وكان حلمه منذ الصغر أن يتعلم القراءة والكتابة، ولكنه لم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة في طفولته بسبب الظروف الصعبة وسعيه المستمر لكسب العيش. بدأ حياته العملية كعامل في مجال البناء، ثم انتقل لاحقًا إلى بيع الفاكهة لسنوات طويلة لتأمين لقمة العيش لعائلته.
تحقيق الحلم رغم الظروف الصعبة
على الرغم من تجاوز صابر سن المئة، إلا أن حلمه في التعلم لم يختفِ أبدًا. استغل الفرصة التي قدمتها له مبادرة "لا أمية مع تكافل" التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية، والتي تهدف إلى تقديم الدعم المادي والخدمات التعليمية للأفراد المستحقين. هذه المبادرة مكنت صابر من الالتحاق بفصول محو الأمية واجتياز الامتحان بنجاح، ليحصل على شهادة تتيح له الفخر بما حققه رغم كبر سنه.
عزيمة لا تعرف المستحيل
صابر بباوي ليس مجرد مسن عادي، بل هو أب لـ7 أبناء، وجد لـ55 حفيدًا. ومع وفاة زوجته قبل ثماني سنوات، بات يعتمد على أحد أبنائه الذي يعتني به حاليًا. على الرغم من تقدمه في السن، إلا أن صابر يعتبر أن تعلم القراءة والكتابة هو واحد من أهم الإنجازات في حياته، خاصة لأنه يمكنه من قراءة الكتاب المقدس، والاعتماد على نفسه في تناول أدويته.
مبادرة لا أمية مع تكافل: دور رائد في تمكين المجتمع
مبادرة "لا أمية مع تكافل" هي إحدى المبادرات الهامة التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي في مصر، وتهدف إلى محو أمية آلاف المواطنين من خلال تقديم دورات تعليمية مجانية ضمن برنامج تكافل. ووفقًا للإحصاءات الرسمية، فقد تمكنت المبادرة من محو أمية 220 ألف سيدة من مختلف أنحاء مصر، وذلك من خلال توفير 4700 فصل تعليمي يشرف عليها مدرسون مدربون.
أثر المبادرات التعليمية على المجتمع
إن مثل هذه المبادرات لا تساهم فقط في تحسين مستوى التعليم في المجتمع، بل تساعد أيضًا في تمكين الأفراد وتحسين حياتهم اليومية. فتعلم القراءة والكتابة يفتح آفاقًا جديدة للأشخاص الذين فاتهم قطار التعليم في صغرهم، ويمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في مختلف أمور الحياة.
صابر بباوي: قصة ملهمة للأجيال القادمة
إن قصة صابر بباوي تعكس رسالة قوية مفادها أن السعي لتحقيق الأهداف لا يعرف سنًا أو زمنًا. فرغم الصعوبات والتحديات، نجح هذا الرجل العجوز في تحقيق حلمه، ليصبح رمزًا للأمل والإصرار، وليعلمنا جميعًا درسًا في المثابرة والتمسك بالأحلام مهما كانت الظروف.