في خطوة تاريخية تحمل دلالات دبلوماسية هامة، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة الإيرانية طهران، لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. تُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 1979، حيث انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران عقب الثورة الإسلامية في إيران وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
أعلنت وزارة الخارجية المصرية عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الوزير سامح شكري قد قدم واجب العزاء لرئيس السلطة التنفيذية المؤقت في إيران محمد مخبر، وللقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني. تأتي هذه الزيارة للمشاركة في مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه نتيجة تحطم المروحية التي كان على متنها برفقة عدد من المسؤولين الكبار يوم الأحد 19 مايو.
وتعكس هذه الزيارة رغبة القاهرة في تقديم التعازي للشعب الإيراني والسلطات الإيرانية، وتعبر عن مشاعر الأخوة والتضامن في هذه اللحظات الصعبة. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل زيارة شكري، لم تكن هناك زيارات على مستوى وزراء الخارجية المصريين لإيران منذ عام 1979، مما يجعل هذه الزيارة ذات طابع خاص واستثنائي.
انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران في عام 1980، عقب الثورة الإسلامية في إيران وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. ومع ذلك، شهدت العلاقات بعض التحسن في عهد الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال الفترة بين 2011 و2013، حيث كانت هناك محاولات لإعادة بناء الجسور الدبلوماسية بين البلدين.
ومع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر، لم تكن هناك زيارات رسمية على هذا المستوى الرفيع بين البلدين حتى الآن. تعتبر زيارة سامح شكري إلى طهران بمثابة إشارة إلى إمكانية تحسن العلاقات بين البلدين، وتفتح الباب أمام حوار دبلوماسي جديد قد يسهم في تعزيز التعاون والتفاهم بين القاهرة وطهران.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط العديد من التحديات السياسية والأمنية، مما يجعل من الضروري تعزيز التواصل والتعاون بين الدول لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في فتح قنوات حوار جديدة بين مصر وإيران، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.